كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أنّ الإدارة الأميركية أعدّت خطط طوارئ لاستخدام قوّات خاصة من أجل السيطرة على مواقع الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في الأراضي السورية، مؤكّدةً أنّ مصادر أميركية أوضحت لإسرائيل بأنّ المواد القتالية منتشرة في الكثير من المواقع في الأراضي السورية، ونتيجة لذلك فهي لا تضمن نجاحها في تحديد أماكنها.
ويتفاقم القلق في العاصمة الأميركية، بحسب الصحيفة، من تورّط تنظيم «القاعدة» في الأحداث في سوريا، ومن أن يؤدي سقوط نظام الأسد الى «أفغانستان ـ 2»، وهو ما قد يُمكِّن «القاعدة» من التحول الى طرف مهيمن في سوريا، وبالتالي السيطرة على جزء كبير من الوسائل القتالية للنظام، بما فيها غير التقليدية. وأوضحت «يديعوت أحرونوت» أن مشكلة المواد الكيميائية تحتل اهتمام أجهزة الاستخبارات في دول كثيرة، توزع المعلومات في ما بينها من أجل منع حصول كارثة وصول أسلحة كيميائية الى منظمات ارهابية اسلامية. وأشارت الى أن الأتراك قدموا في الماضي خططاً في هذا الموضوع ادعوا فيها أن بقدرتهم السيطرة على مخازن المواد الكيميائية عبر علاقاتهم مع قيادة الجيش السوري.
لكن الحقيقة أن الأميركيين أنفسهم يقرون بأنّهم غير قادرين على ضمان السيطرة التامة على مخازن الأسلحة الكيميائية والبيولوجية السورية، وهو ما أثار قلقاً كبيراً في تل أبيب، انطلاقاً من أنه في حال كان هناك قيود على الاستخبارات الأميركية في معرفة وتشخيص أماكن هذه الأسلحة والسيطرة عليها، فإن هذا الأمر سينطبق على باقي الدول الأخرى في المنطقة.
ووضعت الصحيفة تصريحات وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ ضمن هذا الاطار، وقد شبَّه فيها الوضع في سوريا بما جرى في البوسنة خلال التسعينيات، مؤكداً على ضرورة عدم استبعاد عملية عسكرية في هذه المرحلة من أجل وقف نزف الدم في سوريا.
في السياق نفسه، أكد معلق الشؤون الأمنية في القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي، آلون بن ديفيد، أن السيناريوهات التي تشكل مصدر قلق لاسرائيل يتمثل بسيطرة التنظميات الارهابية على مخازن الاسلحة الكيميائية في سوريا في حال سقوط النظام السوري، وبإمكانية نقل هذه الاسلحة الى حزب الله في لبنان، أو أن يلجأ نظام الاسد الى أسلوب «عليّ وعلى أعدائي يارب»، عبر توجيه صواريخه وأسلحته غير التقليدية باتجاه اسرائيل في حال شعر أنه سيسقط.
بدورها، اعتبرت صحيفة «هآرتس» أنه في حال خسرت السعودية وقطر الحرب أو اذا استمرت وسائل الاعلام في الحديث عن مذابح في سوريا، فقد يتدخل الغرب هناك مع أن الواضح أنه لا يريد بلوغ هذه المرحلة، وخصوصاً أن سوريا ليست كالعراق وليبيا، دولة نفطية كبيرة، كما أنها ليست هدفاً استراتيجياً كالعراق الذي كان يشكل إسفينا بين ايران والسعودية. وفي ضوء ذلك، فإن استمرار نزفها يضرّ بالغرب أقل من إضرار تفككها به.
وقالت الصحيفة نفسها أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: على من سترد اسرائيل انتقاما على اطلاق صواريخ عليها من سوريا؟ هل سترد على من يضعون العبوات في شوارع دمشق؟ أم انها ستقوم بتوسيع حدودها من أجل إبعاد أوكار المتطرفين؟ وشددت على أن الولايات المتحدة لا تسارع الى التدخل، لأن ما يهمها هو الخوف على مصير اسرائيل، وليس المستقبل السوري أو النفاق الاوروبي القديم، وفي هذه الأثناء لا مانع لديها من استمرار سفك الدماء.