أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، أن القيادة الفلسطينية تدرس طلباً من النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي شاؤول موفاز، لعقد لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تصريح إلى الإذاعة الفلسطينية الرسمية، أن هذا الطلب قيد الدراسة، وأنه لم يجر تحديد موعد لهذا الاجتماع حتى اللحظة.في المقابل، نفى عريقات تقارير إعلامية عن ترتيبات تجري حالياً لعقد اجتماع بين عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وجدد تمسك الفلسطينيين بمطلب وقف الاستيطان، والإفراج عن الأسرى من أجل العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل. كذلك نفى عريقات أنباءً تحدثت عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي لعملية التسوية، ديفيد هيل، إلى المنطقة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وكانت صحيفة «هآرتس» قد نقلت أمس عن موفاز قوله، خلال «المؤتمر الفكري» لحزب «كديما» الذي عقد في جامعة بار إيلان أول من أمس، إن «أيدينا ممدودة لسلام ذوي القدرة على العمل واتخاذ القرار والحسم، ولن تكون هناك فرصة أفضل من هذه، وأدعو رئيس السلطة الفلسطينية (محمود عباس) إلى أن يدع الرسائل جانباً وكفى كلاماً ووضع شروط مسبقة. وتعالَ الآن للتحدث عن السلام».
وحذر موفاز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أنه «لا يوجد خطر أكبر على مستقبل الشعب اليهودي من دولة ثنائية القومية بين نهر الأردن والبحر» في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين. وأضاف أنه «حان الوقت لكي نورث أبناءنا وأحفادنا دولة متطورة ولديها حدود دائمة معروفة وآمنة، ودولة ذات غالبية يهودية ودولة صهيونية إلى أبد الآبدين، وتنفيذ ذلك لن يكون سهلاً والقرارات ستكون مؤلمة وصعبة، لكن انتهى زمن الكلام وحان زمن الأفعال».
من جهتها، ذكرت صحيفة «معاريف» أن موفاز يعدّ لزياة إلى واشنطن. ونقلت عن جهات إسرائيلية مطّلعة على مضمون الزيارة قولها إن «الأميركيين ينظرون إلى موفاز كمن بإمكانه إخراج العملية السياسية من الجمود، لأنه خلافاً للعلاقات (المتوترة) بين نتنياهو والرئيس باراك أوباما، فإن علاقات موفاز مع أوباما ليست إشكالية، إضافة إلى أن خطة موفاز السياسية لحل الصراع مشابهة للخطة التي طرحها أوباما للتوصل إلى حل دائم بين إسرائيل والفلسطينيين». ولفتت إلى أنه على الرغم من التنسيق بين نتنياهو وموفاز، إلا أن ثمة خلافات بينهما. وأبرز الخلافات تتعلق بمطالبة نتنياهو الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية إسرائيل، فيما لا يرى موفاز ضرورة لهذا الشرط. ويرى أن إسرائيل ليست بحاجة إلى اعتراف بيهوديتها من أحد.
وسيعقد موفاز فور وصوله إلى الولايات المتحدة لقاءات مع كبار المسؤولين الأميركيين، وبينهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ووزير الدفاع ليون بانيتا، ومستشار الأمن القومي توم دونيلون. وأشارت الصحيفة إلى أن استقبال هؤلاء المسؤولين لموفاز يدل على الأمل الذي تعلّقه الإدارة الأميركية على النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي وقدرته على التأثير في استئناف المفاوضات بعد انضمام حزب «كديما» إلى حكومة نتنياهو.
في غضون ذلك، جدّدت 30 من أسر المستوطنين في الضفة الغربية رفضها الانصياع لقرار المحكمة العليا الإسرائيلية التي قالت إن منازلهم مقامة على أراض مملوكة لفلسطينيين وطالبت بإجلائهم عنها، فيما تجري محادثات بين مسؤولين إسرائيليين وزعماء للمستوطنين لمحاولة تفادي وقوع أعمال عنف في مستوطنة بيت إيل.
إلى ذلك، شنّ الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة فجر أمس طالت العشرات في الضفة الغربية. وفي قطاع غزة، قال صيادون إن قوات البحرية الإسرائيلية اعتقلت ثلاثة صيادين بعد اعتراض مركبهم في عرض البحر.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)