أدى هجوم مجموعة مسلّحة، أمس، تسللت عبر الحدود المصرية إلى داخل الأراضي الفلسطينية إلى مقتل إسرائيلي، إضافة إلى اثنين من المسلحين، فيما وجه مسؤولون إسرائيليون اتهامات غير مسبوقة إلى الإخوان المسلمين في مصر بتحريض حركة «حماس» على تعكير الأمن على الحدود. تطورات تأتي عقب نهاية أسبوع تخللتها جولات من التوتر الأمني بين قطاع غزّة ودولة الاحتلال، انتهت باستشهاد 4 فلسطينيين في غارة وقصف إسرائيلي وإصابة 8 فلسطينيين آخرين، في مقابل سقوط عدد من الإصابات على الجانب الإسرائيلي.
وقامت، أمس، مجموعة مؤلفة من نحو ستة مسلّحين بفتح النار على موكب عمال إسرائيليين يعملون في بناء السياج في منطقة ناحال لافان، بعدما تسللت عبر الحدود المصرية، فردّ جنود الاحتلال الموجدون في المكان بإطلاق النار عليهم، ما أدى إلى مقتل مسلحين اثنين وأحد العمال الإسرائيليين، بحسب جيش الاحتلال الإسرائيلي. من جهة ثانية، أعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلي أن العامل القتيل هو سعيد فشافشة، وهو عربي من مدينة حيفا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في مناطق كاديش بارنيا ونيتسانا وبير ميلخا، وهي ثلاث قرى قريبة جداً من مكان الهجوم. وقالت المتحدثة أفيتال ليبوفيتش إن الهجوم وقع في منطقة تبعد بضعة كيلومترات عن الحدود، حيث فجّر المسلحون عبوات ناسفة باستخدام بنادق «كلاشنيكوف» وقذائف «أر بي جي». وأشارت إلى أن «القذائف لم تصل إلى السيارت، لكن أُصيبت سيارة بشظايا العبوة الناسفة وانقلبت إلى حفرة قريبة»، ما أدى إلى مقتل أحد عمال البناء. وتابعت أن القوات وصلت إلى المكان في غضون دقائق لتبدأ إطلاق النار، مضيفة أن «واحداً من الإرهابيين كان يحمل كمية كبيرة من المتفجرات على جسمه، ما سبب الانفجار».

وعن هويّة منفذي الهجوم، قالت ليبوفيتش إن «هناك احتمالاً كبيراً بأن بعضاً من أعضاء المجموعة باقون في الجانب المصري»، متهمة حركة «حماس» بالوقوف وراء الهجوم، عبر قولها إن «هناك تكهنات مماثلة والاستخبارات تفحص ذلك الآن».
تأتي هذه العملية عقب إطلاق صاروخي «غراد» من منطقة سيناء على إيلات، بحسب ما زعم مسؤولون أمنيون إسرائيليون، مشيرين بأصابع الاتهام إلى دور للإخوان المسلمين في مصر ومعهم حركة «حماس»، بحيث رجح مسؤول أمني، وفق ما نقلت صحيفة «هآرتس»، أن «تكون مجموعة من بدو سيناء قد أطلقت الصاروخين بتوجيه من «حماس» التي استجابت بذلك لطلب من جهات مسؤولة في جماعة الإخوان المسلمين المصرية». وقال المسؤولون إن إطلاق الصاروخين حصل بموجب طلب قياديين في الإخوان المسلمين، وإن خلية بدوية تنشط في سيناء بموجب تعليمات من «حماس» هي التي أطلقت الصاروخين، من دون إحداث إصابات أو أضرار. وأضافوا أن «حماس» لم تكن المبادرة لإطلاق الصاروخين، وانما التي أخرجت طلب حركة الإخوان المسلمين إلى حيز التنفيذ في أول عملية مسلحة من نوعها ضد إسرائيل.
في المقابل، نفت حركة «حماس» المزاعم الإسرائيلية، وقال المتحدث سامي أبو زهري إن «الحديث عن إطلاق صواريخ مجرد مزاعم إسرائيلية تهدف إلى التحريض على حماس والإخوان المسلمين في مصر». وعدّ هذه الاتهامات الإسرائيلية محاولة لخلط الأوراق، مشيراً إلى أن «استهداف إسرائيل للإخوان المسلمين يأتي في ظل التقدم الكبير الذي أحرزته الجماعة في المشهد السياسي المصري». وفي حدث ذات صلة، نقلت صحيفة «الشروق» المصرية عن مصادر أمنية مصرية كشفها ما وصفته بـ«مخطط لضرب الاستقرار أثناء جولة الإعادة في انتخابات رئاسة الجمهورية المصرية»، متهمة كتائب القسام بتهريب عناصر عبر الأنفاق لتنفيذ أعمال إرهابية داخل مصر. وقالت تلك المصادر إن 23 عنصراً من كتائب عز الدين القسام دخلوا الأراضي المصرية من طريق الأنفاق «لارتكاب أعمال إرهابية داخل مصر، وإحداث حالة من الفوضى خلال الأيام القادمة»، وهو ما نفته كتائب القسام.
وبعد ساعات من العملية، نفذت طائرات الاحتلال غارة جوية، ما أدى إلى استشهاد ناشطين من سرايا القدس، الذراع المسلحة لحركة الجهاد الإسلامي. وفي وقت لاحق، أطلقت قوات الاحتلال نيراناً مدفعية على شارع السكة شرق بيت حانون، ما أدى إلى استشهاد مواطنين اثنين آخرين وإصابة ثلاثة آخرين.
وكان قطاع غزّة قد شهد توترات أمنية في نهاية الأسبوع، بحيث أُطلقت ثماني قذائف هاون منه على جنود إسرائيليين في الجانب الآخر من الحدود من دون وقوع جرحى، أعقبها هجوم جوي لطائرات الاحتلال أدى إلى جرح خمسة فلسطينيين. فيما أطلق الجيش الإسرائيلي النار على الحدود الشرقية لمدينة دير البلح وسط غزة، ما أدى إلى إصابة مزارعين بجروح. وعقب الغارات الإسرائيلية، تسلل مقاومون فلسطينيون من غزة إلى داخل الأراضي المحتلة، وأطلقوا النار باتجاه سيارات إسرائيلية، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، الأخبار)