غزة | ما إن أعلن القائمون على حملة مرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمود مرسي فوزه على منافسه الفريق أحمد شفيق، حتى باشرت مساجد قطاع غزة التي تديرها حركة «حماس» التكبير والتهليل «بالفوز العظيم للإسلام» وللمسلمين، في إشارة إلى انتصار الحركة في غزة أيضاً. وبادر رئيس الحكومة المقالة في غزة، إسماعيل هنية، إلى تهنئة مصر بـ«العرس الديموقراطي» للانتخابات الرئاسية، متمنياً الاستقرار والأمن والأمان لمصر. وأضاف، على هامش وقفة عزاء في غزة بوفاة ولي العهد السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز، «نحن كشعب فلسطيني نتابع المشهد المصري ولدينا آمال كبيرة نبنيها على مصر قيادة وثورة وجيشاً وشعباً ورئاسة، لما يعزز من صمود هذا الشعب، ولما يعيد مصر إلى الريادة والقيادة كما كانت عبر التاريخ وستبقى». ورأى أن الانتخابات «تعكس صورة هذه الأمة على أنها أمة ذات حضارة وأعراق وتقاليد وقيم هي أصدق وأعمق بكثير من كل الديموقراطيات الحديثة». وانقسم المواطنون في غزة، في مراقبتهم لنتائج انتخابات الرئاسة المصرية كل حسب توجهه السياسي، إلا أنهم أجمعوا على أن نتائجها ستؤثر على الوضع في غزة، وخصوصاً في ما يتعلق بالحصار وإمكانية عقد الانتخابات الفلسطينية ونجاح المصالحة بين حركتي فتح وحماس، بما أن هوية الرئيس الفائز ستحدد تلك التأثيرات تبعاً للإيديولوجية التي يؤمن بها المرشحان، إخوانية أو ليبرالية. ورأى المواطن أحمد عوكل الذي يترقب النتائج بفارغ الصبر، أن الرئيس المصري الجديد يستطيع أن يغيّر الأوضاع في غزة، وخصوصاً في ما يتعلق بالمصالحة بين حركتي فتح وحماس، كما أنه سيكون مفتاح الفرج على الغزيين أو سيزيد من الضغوط عليهم. ويشرح عوكل أن فوز مرشح الإخوان المسلمين سينعكس سلباً على المصالحة الفلسطينية، لأنه حسب اعتقاده سيعطي حماس القوة السياسية التي تمكّنها من عدم إكمال طريق الاتفاق مع فتح، فيما يرى أن فوز شفيق كان سيؤدي إلى إتمام المصالحة، كما ستكون حماس أمام خيارين فقط لا ثالث لها، إما إتمام الاتفاق مع فتح أو تبقى محاصرة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
واختلف رجل الأمن في حكومة حماس المقالة، محمد عطا الله، مع عوكل، إذ يعتقد بأن فوز مرسي بالرئاسة يعتبر نصراً لحركة الإخوان المسلمين التي قدمت التضحيات «العظيمة» عبر السنوات والتاريخ. وشدد على أن فوز مرسي دليل على أن الإسلام هو الحل، وأن المجتمع العربي عامة بدأ يقتنع ويعترف بأن الإسلام يجب أن تكون له الراية والحكم.
ولا يختلف الحمساويون في ما بينهم في الرأي، على الرغم من أن عدداً لا بأس به من المواطنين متخوفون من تكرار تجربة حكم الإسلاميين، كما حدث في تولّي حماس الحكم في غزة، ما يعني انفرادهم بالحكم، وهي حال لا تختلف عن دكتاتورية الأنظمة العربية السابقة، قبل الثورات التي أطاحت مبارك ونظيريه الليبي والتونسي العقيد معمر القذافي وزين العابدين بن علي، ولكن بحلة دينية لا تعترف بالديمقراطية سوى لمرة واحدة، للحصول على الحكم في البلاد وبعدها تعود إلى مفهوم الشورى بالحكم، وهو أمر يعتبره البعض تحايلاً على الديموقراطية تحت مسمى ديني لمصالح حزبية لا أكثر.