أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس أنها تحاول والهلال الأحمر السوري إجلاء ومساعدة المحاصرين بفعل القتال بين القوات النظامية السورية ومقاتلي المعارضة في بعض أحياء مدينة حمص. وقالت اللجنة، في بيان، إنها طلبت من السلطات السورية ومجموعات معارضة مختلفة أول من أمس وقفاً موقتاً للقتال، «وقد وافقت السلطات رسمياً على طلبنا، وأعطتنا المجموعات المعارضة تأكيدات بأنها ستحترم الهدنة». وأضاف البيان أن اللجنة والهلال الأحمر السوري «يحاولان إجلاء ومساعدة الأشخاص المحاصرين في عدة أحياء من مدينة حمص بسبب القتال الحاصل»، وقال إنهما «مستعدان للدخول إلى المدينة القديمة في حمص وأحياء القرابيس والقصور وجورة الشيّاح والخالدية».
وقالت مسؤولة عمليات الشرق الأوسط، بياتريس ميغيفان روغو، إن «أولويتنا الأولى مع الهلال الأحمر السوري، إجلاء الجرحى والمرضى نحو مناطق أكثر أماناً، حيث يمكنهم تلقي العلاج»، مضيفة: «نريد أيضاً إجلاء المدنيين الذين لم يتمكنوا من الفرار من منطقة النزاع، وإدخال المساعدات الضرورية والمستلزمات الطبيّة لفرع الهلال الأحمر السوري المحلي».
في هذا الوقت، اغتيل ضابط سوري برتبة عميد عبر تفجير سيارته بعبوة ناسفة في العاصمة السورية دمشق، بحسب وكالة سانا. وقال مصدر رسمي في وزارة الزراعة السورية إن مجموعة مسلحة اختطفت مدير مركز السياسات الزراعية وولده وبعض حراسه. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «عشرين على الأقل من الجنود النظاميين وخمسة عناصر من مسلحي المعارضة قتلوا في ريف اللاذقية في معارك اندلعت ليل الثلاثاء واستمرت حتى الفجر مع عناصر من المعارضة المسلحة في منطقة جبل الأكراد». وأضاف المرصد في بيان أن خمسة جنود نظاميين قتلوا منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء بانفجار سيارة مفخخة عند حاجز للقوات النظامية في سرمين في ريف إدلب. وقتل ثلاثة جنود خلال اشتباكات في كرناز في ريف حماه، والتي قصفتها القوات النظامية.
وأعلن المرصد أن مسلحين مجهولين في ريف دمشق اغتالوا رجل دين شيعياً في منطقة السيدة زينب. وفي مدينة حرستا «قتل مواطن إثر إطلاق نار من حاجز للقوات النظامية». وفي المحافظة نفسها، قتل ستة في مدينة دوما. وفي دير الزور، قتل مواطن في حي القصور إثر إصابته برصاص قناصة. وأفاد المرصد عن سماع أصوات انفجارات شديدة في مدينة معرة النعمان تترافق مع سماع أصوات إطلاق رصاص كثيف.
وفي ريف حماه قتل خمسة مواطنين، أربعة منهم إثر القصف الذي تعرضت له بلدة اللطامنة، والخامس برصاص قوات الأمن في حلفايا. وفي محافظة حمص قتل مواطن خلال اشتباكات في محيط حي بابا عمرو وطفل في القصف المستمر على مدينة الرستن. وفي محافظة حلب، قتل مواطن في بلدة عندان التي تشهد اشتباكات وقصفاً من قبل القوات النظامية.
وفي محافظة، درعا قتل أربعة مواطنين، منهم طفلان نتيجة القصف على بلدة داعل ومواطن إثر دهم قوات الأمن قرية ابطع ورابع مجهول الهوية في بلدة انخل، فيما تتعرض مدينة الرستن في محافظة حمص (وسط) لقصف من القوات النظامية السورية التي تستخدم الطائرات المروحية وقذائف الهاون، مستهدفة المدينة التي تعاني انقطاع الماء والكهرباء والمواد الغذائية الأساسية والوقود.
في المقابل، أعلنت وكالة سانا أن الجهات المختصة بحمص اشتبكت مع إرهابيين بالرستن وقتلت عدداً منهم، وأعلنت سانا أن إرهابيين في حماه قتلوا خمسة مواطنين لرفضهم المشاركة في أعمال التخريب والاعتداء. كذلك فجرت مجموعة إرهابية عبوة ناسفة بجسر على طريق حمص ـــ مصياف، ما أدى إلى تهدمه. وتصدى حراس حقل الخراطة النفطي في دير الزور لإرهابيين هاجموا الموقع وقتلوا عدداً منهم، وأعلنت سانا أن الجهات المختصة في حمص ضبطت أسلحة في أحياء الوعر ودير بعلبة والقرابيص والقصور.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أن الصحافي الإيطالي في وكالة انسا، كلاوديو أكولي، نجا أمس من هجوم استهدف موكباً من ثلاث سيارات، بينها سيارته، على بعد مئة كلم جنوب دمشق، وأدى إلى مقتل ضابط شرطي وإصابة ثلاثة آخرين. وقالت الوزارة على موقعها الإلكتروني إن «عبوتين يدويتي الصنع انفجرتا اليوم لدى مرور موكب من ثلاث سيارات كانت ترافق مراسل انسا، كلاوديو أكولي، في درعا». وأضافت أن «السيارة الأولى أُصيبت بالانفجار، فقتل شرطي وأُصيب ثلاثة آخرون».
(سانا، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)