تساؤلات عديدة أثارها قرار الملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، عدم انتظار ولو الاجتماع الشكلي لهيئة البيعة، للمصادقة على قرار تعيين الأمير سلمان ولياً للعهد. لكن هذه التساؤلات أجاب عنها الناشط السعودي «مجتهد»، الذي يقوم منذ أشهر بتسريب العديد من التفاصيل حول ما يجري في أروقة العائلة الحاكمة وبين الأمراء السعوديين. ووفقاً لما ذكره «مجتهد» على حسابه على موقع « تويتر»، فإن السبب الرئيسي يعود إلى أن «إشكالاً خطيراً حصل» إبان اجتماع هيئة البيعة العام الماضي لاختيار الأمير نايف. الخلاف كان على وشك أن يفجر العائلة واستطاع الملك احتواءه في حينه، لكنه «خشي أنه لن يستطيع احتواءه هذه المرة».
وفي التفاصيل التي قدمها «مجتهد»، أنه «بعد وفاة (ولي العهد السابق) سلطان لم يكن الملك عبد الله قلقاً، إلا من أربعة أشخاص (الأمراء) مشعل ومتعب وعبد الرحمن وطلال، أما بقية الذين يكبرون نايف فلم يكن لديهم تطلع». ووفقاً لـ«مجتهد»، بعد إعلان وفاة سلطان تلقى الملك اتصالين، «الأول كان من مشعل يتعهد فيه قطعياً بمبايعة من يختاره الملك أياً كان، وبهذا ضمن الملك مشعل وشقيقه متعب، لأن متعب لن يطالب بشيء لم يطالب به شقيقه».
أما الاتصال الثاني فكان من «الاستخبارات الملكية، يفيد بأن عبد الرحمن وطلال يخططان لإلزام الملك أن لا يتجاوز من عليه الدور في العمر الّا بتنازل منه. وتأكد الملك من صحة المعلومة، بعد أن اتصل به مشعل في اليوم التالي يخبره أن عبد الرحمن وطلال حاولا إقناعه ورفض، وأنهما سيزوران الملك لهذا الغرض». وأضاف «مجتهد» «فعلاً حضر عبد الرحمن وطلال لزيارة الملك، وكان قد خرج لتوه من المستشفى مساء الأحد وهو يعلم أنهما لن يتحدثا إلا اذا اختليا به فتحايل بحيلة ذكية» ومنعهما من الاختلاء به.
وأوضح «مجتهد» أنه «في الفترة بين دفن سلطان وعقد اجتماع هيئة البيعة، كان عبد الرحمن وطلال قد رتبا أن يتكلم عبد الرحمن ثم يتبعه طلال خلال اجتماع الهيئة، فيحرجان الملك، وتسرب للملك الترتيب الذي بين عبد الرحمن وطلال، فاستعد لقطع الطريق عليهما وطلب من بعض إخوانه المبادرة بالتجاوب معه بعد أن يدعو إلى بيعة نايف». وفي يوم انعقاد اجتماع هيئة البيعة، «قال الملك إنه قد اختار نايف لولاية العهد فما هو رأيكم؟». على الإثر «سادت لحظة صمت ولم يتحدث من اتفق معهم الملك بالسرعة المطلوبة، فتحدث عبد الرحمن، وأشار الى وصية الملك عبد العزيز بأن يكون الملك في الأكبر فالأكبر إلا أن يتنازل الكبير للصغير...».
وأشار عبد الرحمن إلى أن «الترتيب الصحيح بعد سلطان هو عبد الرحمن ثم متعب ثم طلال ثم تركي، واذا تنازل هؤلاء يمكن مبايعة نايف، ثم قال إنه لا يوجد شي يقدح فينا، فنحن نستطيع تسيير الدولة فقد اعتلينا مناصب وتحملنا مسؤوليات». في خضم هذا الوضع «تعرض عبد الرحمن لمقاطعات كلها ضده، فبعضهم أيد الملك بحسم الموضوع والبعض طالب بتصويت وهو يقول الأغلبية مع نايف وهنا تدخل طلال». ووفقاً لـ«مجتهد» «طلب طلال الكلام، والملك يعلم أنه سيطالب بتطبيق نظام هيئة البيعة كاملاً وهو رفع الترشيحات للملك وعقدها برئاسة مشعل دون الملك»، إلا أن الملك رد عليه فوراً قائلاً «اسكت بس ولا كلمة»، وهنا بادر تركي وسلمان لمبايعة نايف فتبعهم الذين يصغرون نايف سناً وبايعوا نايف «بعد شبه إشارة من الملك».
ووفقاً لـ«مجتهد»، «بهذه المبادرة قطع الطريق على طلال، ثم توجه نايف للمك وقبل يده وشكره على ثقته فيه». ويتابع «ثم حصلت مفاجأة، عندما توجه نايف لعبد الرحمن لنيل مبايعته «فقال عبد الرحمن «وخر عني» وغادر المجلس غاضباً، ثم مفاجأة اخرى عندما توجه لطلال يريد السلام، فقام طلال قبل أن يصل له نايف وخرج وهو يتمتم بكلمات فهم منها أنه سوف يتكلم للإعلام». وأوضح «مجتهد» أن «هذا اللغط كان درساً للملك أنه إما يعقد هيئة البيعة بالطريقة النظامية، أو أن لا يعقدها بالكامل، واستشار (رئيس الديوان الملكي، خالد) التويجري فأشار عليه بالرأي الثاني، وفعلاً اتخذ الملك القرار بتعيين سلمان والتعجيل بالأمر حتى يقطع الطريق على أي مؤامرة، وكانت حجته أن مشعل (رئيس الهيئة) مسافر للعلاج والوضع لا يحتمل».
ومما ذكره «مجتهد» أيضاً أن «الملك بعد بيعة نايف بأسبوع عزم مشعل ومتعب في قصره وشكرهم على موقفهم في بيعة نايف وأهدى كل واحد مليار ريال تقديراً للموقف».
(الأخبار)