كما كان متوقعاً، وفي اعقاب فشل المحادثات بين ايران والدول الست في العاصمة الروسية، ارتفعت حدة المواقف السياسية والتسريبات الاعلامية في اسرائيل، حول امكان توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية، كردة فعل على فشل الخيار الدبلوماسي الغربي، او كجزء من الضغط الموجه الى ايران.
وأكد نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية، وزير الشؤون الاستراتيجية، موشيه يعلون، عدم جواز السماح للنظام الايراني بامتلاك قدرات نووية. وأشار، في كلمة أمام مؤتمر الاتحاد الصهيوني العالمي المنعقد في القدس المحتلة، ان «النظام الايراني يتطلع الى محو اسرائيل من الخريطة، وهو جزء من تطلعه الى محو العالم الغربي، الذي تتزعمه الولايات المتحدة الاميركية».
واضاف يعلون أن الثقة المفرطة التي يتظاهر النظام الايراني بها، وتحديداً بما يتعلق بمستقبل برنامجه النووي، يوجب على العالم الغربي ان يفهم طهران بان لدى الغرب تصميماً وحزماً حيال برنامجها، وحيال ضرورة ايقافه، بل ان على الغرب ان يفهم ايران أنه «على استعداد لأن يتحمل اي تداعيات، ومن بينها احتمال ارتفاع اسعار النفط على المدى القصير، كي تؤتي العقوبات المفروضة على ايران نتائج طيبة»، مشدداً على وجوب وضع النظام الايراني امام معضلة، اي «الخيار بين امتلاك السلاح النووي، او بقاء النظام».
وحول اللجوء الى الخيار العسكري ضد ايران، اكد يعلون ان «الخيار العسكري يجب ان يكون آخر خيار يتم اللجوء اليه، ويجب ان يكون بعد استنفاد الخيارات الاخرى، لكن في نفس الوقت يجب عدم اسقاط هذا الخيار كلياً، سواء من قبل اسرائيل او من قبل الولايات المتحدة».
وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة «هآرتس»، امس، عما سمته «مصدرا مطلعاً، وشريك سر اصحاب القرار في اسرائيل»، تأكيده على «وجود قلق كبير جداً، وجدية فوق العادة» حيال توجيه ضربة عسكرية لايران، مشيراً الى ان «الطنين لا يتوقف في الاروقة السياسية، حول شن الهجوم، اذ نحن موجودون في منتصف العام 2012، اي الوقت الذي حدده وزير الدفاع ايهود باراك، باعتباره زمن الحسم، وقبل اسابيع معدودة قبل ان يدخل النووي الايراني منطقة الحصانة»، مضيفاً ان «باراك حدد شهر آب بالتحديد، الوقت الاخير كي تعطي العملية العسكرية ثمارها، وان اسرائيل تقف حاليا امام هذا المفترق الحساس ».
وقالت «هآرتس» ان المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، هو من الشخصيات الرفيعة المستوى، و«بالتالي فان كلامه مثير للاهتمام»، اذ «جاء على نقيض من الهدوء الاعلامي الذي ساد اخيراً حول خيار الضربة العسكرية». وتساءت الصحيفة عما يمكن فهمه من هذا الهدوء؟ وعما يمكن فهمه من تصريحات نائب رئيس الحكومة موشيه يعلون، الذي اكد قبل اسبوع انه «بين القنبلة الايرانية والضربة العسكرية الاسرائيلية، سنختار دون تردد، الخيار الثاني».
واشارت «هآرتس» الى ان مصادر التقت رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اكدت انها سمعت منه كلاماً حول احباطه من الغرب، الذي عقد الجولات التفاوضية تلو الاخرى مع (الرئيس الايراني محمود) احمدي نجاد، مشيرة الى ان «نتنياهو بدا غاضباً وخائباً»، وبحسب احد المصادر فإن «نتنياهو لم يكن يثق بالمجتمع الدولي، وهو الآن لا يثق به».