أكدت تركيا أنها فقدت الاتصال مع احدى طائرتين عسكريتين تابعتين لها اثناء تحليقهما أمس فوق البحر قبالة الساحل الجنوبي الشرقي للبلاد تبيّن في وقت لاحق أنها سقطت في المياه الاقليمية السورية. وأفاد ناطق عسكري سوري، في وقت متأخر فجر اليوم»، أنه «اخترق مجالنا الجوي فوق مياهنا الاقليمية هدف جوي مجهول الهوية منخفض جداً وبسرعة عالية، فتصدت له وسائط دفاعنا الجوي بالمدفعية المضادة للطائرات. الهدف الجوي تبيّن لاحقاً أنه طائرة عسكرية تركية اخترقت مجالنا الجوي، وتم التعامل معها وفق القوانين المرعية في مثل هذه الحالات. وكانت قناة المنار قد قالت، نقلا عن مصادر أمنية سورية، إن الدفاع الجوي السوري أسقط طائرة عسكرية تركية، في خبر أكدته قناة الميادين نقلاً عن مصادر تركية محددة مكان السقوط في مقابل شاطئ رأس البسيط السوري. أما الطائرة الثانية، فأفادت تقارير إعلامية بأنها استطاعت أن تعود أدراجها.
وقال الجيش التركي، في بيان، إن عمليات البحث والإنقاذ جارية بعد أن فقدت اجهزة الرادار واللاسلكي الاتصال بالطائرة عقب إقلاعها. ونقلت وكالة الاناضول التركية الرسمية للانباء عن اولفي ساران، حاكم ملاطيا، قوله إن الطائرة وهي من طراز (إف-4) كان على متنها طاقم من فردين حين تحطمت. كذلك نقلت عن هيئة الأركان التركية أن مقاتلة اختفت عن الرادار فوق البحر، جنوب غرب إقليم هاتاي الجنوبي على الحدود مع سوريا، بعد إقلاعها من قاعدة «مالاتايا - إرهاك» الجوية عند الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت المحلي للبلاد. وقد اختفت المقاتلة عن الرادار عند الساعة 11:58 صباحاً.
وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكنه القول ما إذا كانت المقاتلة العسكرية التركية التي فقدت قرب الحدود مع سوريا، قد أسقطتها القوات السورية، مشيراً إلى أنه لا تتوفر معلومات حول طياريها. وقال أردوغان، في مؤتمر صحافي في أنقرة، «لا أستطيع القول إن طائرتنا قد أسقطت، لا توجد معلومات واضحة حول ذلك بعد»، مشيراً إلى عقد اجتماع أمني لبحث الحادث. ومن المقرر أن يعقد أردوغان اجتماعاً أمنياً في مقرّ رئاسة الحكومة يضم وزراء: الداخلية إدريس نعيم شاهين، والخارجية أحمد داوود أوغلو، والدفاع عصمت يلماز، ورئيس الاستخبارات نجدت أوزيل. وسيركز الاجتماع على قضية المقاتلة التركية والهجمات التي شنها حزب العمال الكردستاني مؤخراً. وقال أردوغان «ليس لدينا معلومات حول الطيارين، لكن زوارق سريعة تركية وسورية ومروحيات تجري عمليات بحث وإنقاذ». وأضاف أنه «ليس لديّ معلومات واضحة حول اعتذار سوري».
وفي السياق، نفت تركيا امس ان تكون قد زودت المتمردين السوريين بالاسلحة كما افادت صحيفة «نيويورك تايمز» الخميس. وفي لقاء مع صحافيين، قال الناطق باسم وزارة الخارجية سلجوق اونال ردا على سؤال ان «تركيا لا تزود بالاسلحة اي بلد مجاور بما فيها سوريا». ودعت فرنسا أمس افراد الجيش والامن السوريين الى الانشقاق، وذلك غداة فرار طيار سوري بطائرته الى الاردن حيث حصل على اللجوء السياسي، واصفة خطوته بـ«الشجاعة».
وأكد مصدر «عسكري-دبلوماسي» أن سفينة الشحن الروسية «ام في الايد» التي كانت تنقل طوافات قتالية الى سوريا واجبرتها بريطانيا على العودة ادراجها قبالة سواحل اسكتلندا، ستعاود الكرة مجددا رافعة العلم الروسي وبمواكبة سفينة اخرى، كما ذكرت وكالة «انترفاكس» الروسية للانباء امس. ونقلت الوكالة عن المصدر قوله ان «السفينة الايد ستكون منذ لحظة خروجها من مورمنسك (مرفأ في شمال غرب روسيا يفترض ان تصله السفينة السبت) وطوال مسارها الى مرفأ طرطوس السوري مع مواكبة تجنبا لاي استفزاز».
ودعا الهلال الاحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الاحمر امس جميع الاطراف الى السماح لهما بالدخول الى مدينة حمص القديمة من اجل تقديم مساعدات واجلاء المدنيين المحاصرين في القصف والاشتباكات، بعدما باءت محاولتان امس بالفشل.
وقال مدير العمليات في المنظمة خالد عرقسوسي «سنتابع التفاوض بعد ان فشلنا امس مرتين بدخول الحي بسبب عدم تقيد الاطراف بوقف اطلاق النار المتفق عليه». ودعت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر رباب الرفاعي من جانبها «جميع الاطراف المتقاتلة الى السماح للمواطنين المدنيين بالذهاب الى اماكن اكثر امانا وتفادي اثار القتال والحصول على الرعاية الطبية المناسبة». وتظاهر عشرات الآلاف في سوريا امس. وشملت التظاهرات بلدات وقرى ريف ادلب ومحافظات حماه وحلب ودرعا ودير الزور والحسكة ودمشق وريفها. ونددت التظاهرات التي جاءت تحت شعار «اذا كان الحكام متخاذلين، فأين الشعوب؟»، «بالصمت العربي والدولي على ما يحدث من مجازر وقتل بحق ابناء الشعب السوري».
وقالت مصادر رسمية سورية، امس، إن أكثر من 25 شخصاً قتلوا على يد «مجموعات مسلحة» كانت قد اختطفتهم في ريف حلب. ونقلت وكالة «سانا» عن مصادر رسمية في محافظة حلب أن «المجموعات الإرهابية المسلحة اختطفت عدداً من المواطنين وارتكبت مجزرة بحقهم في دارة عزة بريف حلب ومثلت بجثثهم ونكلت بها». وأضافت المصادر أن «عدد المواطنين المختطفين الذين نفذت بهم المجزرة تجاوز الـ 25 فيما لا يزال مصير باقي المختطفين مجهولاً».
وفي السياق، قال مصدر مطلع في محافظة حلب إن «مجموعات إرهابية مسلحة نصبت كميناً لرتل عسكري من الجيش السوري ليل الخميس ــ الجمعة، قرب بلدة دار عزة على طريق الأتارب وقتلت وجرحت عدداً كبيراً من الجنود ودمّرت 3 دبابات». وذكرت وكالة «سانا» ان إرهابيين سطوا على 3 قاطرات تحمل 192 برميل زيت زيتون متجهة إلى العراق، كما قتل 4 إرهابيين بانفجار سيارة كانوا يفخخونها بريف دير الزور. ونقلت «سانا» تقارير عن العثور على جثث ومخازن اسلحة وتفكيك عبوات ناسفة في عدة مناطق سورية وإحباط محاولات تسلل عبر الحدود من لبنان. في المقابل، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل العشرات في اعمال عنف في سوريا بينهم «تسعة مواطنين قتلوا برصاص قوات النظام في اطلاق رصاص عشوائي لتفريق تظاهرة في مدينة الباب في ريف حلب، وثمانية في اطلاق قوات الامن الرصاص على تظاهرة في حي صلاح الدين في مدينة حلب».
(سانا، ا ف ب، يو بي آي، رويترز)