القاهرة | بينما قررت وزارة الخارجية المصرية الاكتفاء باستدعاء السفير الإماراتي رداً على تعليقات قائد عام شرطة دبي، ضاحي خلفان، بعد فوز محمد مرسي برئاسة مصر، تعاطف المصريون مع رئيسهم داعين خلفان «إلى تحرير الجزر الإماراتية أولاً». تعليقات كانت لتلقى ردود فعل أوسع شعبياً، على غرار الرد الغاضب الذي أبداه قطاع من الشارع المصري، في مواجهة اعتقال السعودية قبل نحو شهرين للمحامي المصري، أحمد الجيزاوي، لولا أن قطاعات واسعة من الرأي العام انصرفت لمتابعة أداء الرئيس المنتخب نفسه. ومع ذلك، برزت ردود فعل متعاطفة للمرة الأولى مع رأس الدولة، قد يمكن تفسيرها بكون مرسي وصل لمنصبه عبر انتخابات لم تعرف نتيجتها مسبقاً للمرة الأولى. وواجه قطاع من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» على سبيل المثال، تصريحات خلفان، التي تهكم فيها على الرئيس الجديد ودعاه «للزحف» لتحرير القدس، بدعوة قائد عام شرطة دبي «للزحف أولاً لتحرير جزر الإمارات» المتنازع عليها مع إيران.
من جهته، علق الكاتب بلال فضل، في تغريدة على موقع «تويتر»، قائلاً «الإخوة الكرام، شعب الإمارات الشقيق، كان الشيخ زايد رحمه الله واجهتكم في العالم. هل تقبلون أن يكون واجهتكم اليوم ضاحي خلفان طويل اللسان».
أما على صعيد الرسمي، فقد جاء رد الفعل الدبلوماسي متحفظاً كالمعتاد. واقتصر على استدعاء وزارة الخارجية، للسفير الاماراتي، محمد بن نخيره الظاهري، أول من امس، لكن دون إعلان رسمي. وهو رد فعل متوقع، في ظل مصالح اقتصادية متشابكة بين مصر والامارات العربية المتحدة، على رأسها نصف مليار دولار لا تزال مصر تنتظرها من الإمارات، كسندات في العام المالي الجديد الذي يبدأ غداً، بخلاف أعداد غفيرة من المصريين العاملين هناك، تعتمد مصر على تحويلاتهم في إصلاح ميزان مدفوعاتها.
ويرى المساعد السابق لوزير الخارجية المصري للشؤون العربية، هاني خلاف، في حديث مع «الأخبار»، أن رد الفعل الدبلوماسي المصري، لا يجب أن يتجاوز هذا الحد في ظل ظروف انتقال السلطة التي تمر بها مصر. أما عضو مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان المسلمين، المتحدث الرسمي باسمها، محمود غزلان، فأوضح لـ«الأخبار»، أن جماعته قررت «ألا تعقّب على تصريحات خلفان، لكونه ليس إلا ضابطاً برتبة عالية، لا يمثل الا نفسه، وليس مسؤولاً في وزارة الخارجية». وأضاف «أما العلاقات مع دول الخليج، فنحن حريصون على تدعيمها، والانتقال بها إلى علاقات لا تتأثر بغياب شخص»، في إشارة إلى الرئيس المخلوع حسني مبارك، الذي كان يلقى دعماً واضحاً من الدول الخليجية في مواجهة الثورة.
من جهته، أرجع أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، مصطفى كامل السيد، خفوت رد الفعل الرسمي إلى ظروف التغيير الحكومي المرتقب، لكنه رأى أنه لا يمكن «النظر إلى تصريحات خلفان بمعزل عن البرود في العلاقات المصرية الخليجية بعد الثورة، وخشية دول الخليج من انتقال ثورات الربيع العربي إليها».