لا يزال سبب وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات محط اهتمام الوسائل الاعلامية التي تتسابق على كشف «الحقائق». فبعد تقرير «الجزيرة» عن وفاة «الختيار»، بثّت قناة «الميادين» أمس تقريراً لشاب فلسطيني أعلن فيه أن موت عرفات تمّ بسبب دسّ سمّ في الطعام، في حين كشف موقع «إسرائيل ديفينس» الإخباري عمّا سمّاه «حقيقة وفاة عرفات». وظهر في فيديو «الميادين»، الذي قالت القناة إنه مسجل في عام 2006، شاب في العشرينيات من عمره قال إنه جرى تجنيده من قبل عميل لـ«الموساد» يدعى «يورام»، بعد أن تعرّف إليه من خلال شاب فلسطيني. وذكر الشاب أنه بعد التجنيد والتدريب والكشف على مبنى عرفات في المقاطعة والجسر وغرفة الرئيس والمطبخ، عاد الى رام الله والتقى بشاب لم يذكر اسمه نقله إلى مقر أبو عمار، حيث سمّموا طعام الرئيس أبو عمار ، مشيراً إلى أن العمل حصل في شهر 6 أو 7 من عام 2004. وأضاف الشاب أنه بعد تسميم الطعام، قدّم وزميله الطعام شخصياً إلى الرئيس، بحضور المحيطين بعرفات آنذاك.
وفي سياق متصل، كشف موقع «إسرائيل ديفينس» الإخباري عمّا سمّاه حقيقة وفاة عرفات، مورداً بعض تفاصيل الاتصالات التي جرت بين المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال الفترة التي سبقت وفاته وبين وزير الخارجية وأمين الاتحاد الأوروبي السابق «خافيير سولانا» آنذاك.
ووفقاً للموقع الإخباري، فإن جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تلقّى أنباءً عن تدهور الحالة الصحية للرئيس عرفات، وكانوا قد قدّروا في الجهاز أنه ناتج من أنفلونزا حادة نتيجة سوء مرافق الصرف الصحي في المبنى الموجود فيه. وذكر الموقع أن محامياً إسرائيلياً يدعى «دوف ويسقلان» ورئيس الوزراء الإسرائيلي «آرئيل شارون» قد تلقيا اتصالاً هاتفياً من سولانا الذي طالب الحكومة الإسرائيلية بأن توافق على إخراج عرفات لتلقّي العلاج في الخارج، إلا أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي عارض ذلك بشدة، مشيراً إلى أن مسؤولين في السلطة الفلسطينية كانوا على اتصال مستمر مع خافيير سولانا.
وأشار الموقع إلى أن شارون في تلك الفترة ناقش الأمر وأجرى عدة محادثات على كافة المستويات السياسية والعسكرية على المستوى الدولي ممثلاً بوزير خارجية الاتحاد الأوروبي وعلى المستوى المحلي ممثلاً بكافة الأحزاب الإسرائيلية والقيادات العسكرية في الجيش.
ووفقاً للموقع، فإن مسؤولاً كبيراً في السلطة الفلسطينية تحدث مع ويسقلان، قائلاً له «عرفات لديه أسابيع قليلة فقط للعيش، فإذا توفي في المقاطعة فسوف تتحملون كافة المسؤولية». ويشير الموقع إلى أن شارون قد سمح لعرفات بالخروج لتلقّي العلاج في أحد المستشفيات الفرنسية بعد مشاورات كان قد أجراها مع طبيب بارز في مستشفى شيفا في إسرائيل، لافتاً إلى أن قيادة الجيش الإسرائيلي كانت معارضة بشدة لقرار شارون.
ويذكر الموقع «أنه بعد ذلك علمت القيادة العسكرية الإسرائيلية أن حالة عرفات بدأت بالتحسن شيئاً فشيئاً، ووفقاً للمصادر الإسرائيلية فإن الأطباء الفرنسيين أجروا عملاً دراماتيكياً، وهو عبارة عن تغيير كامل للدم في جسم عرفات الأمر الذي جعله في غيبوبة، ما أدى إلى وفاته».
(الأخبار)