الرياض ــ الأخبار أعلنت مصادر رسمية وأخرى في المنطقة الشرقية السعودية، أن الشرطة اعتقلت عصر أمس، رجل الدين الشيعي البارز نمر باقر النمر، المطارد منذ فترة من قبل السلطات. وقال المتحدث الأمني في وزارة الداخلية، اللواء منصور بن سلطان التركي، إنّه قُبض على «أحد مثيري الفتنة في بلدة العوامية، وهو المدعو نمر باقر النمر عند الساعة الرابعة من مساء الأحد، وحيث حاول المذكور ومن معه مقاومة رجال الأمن ومبادرته لهم بإطلاق النار والاصطدام بإحدى الدوريات الأمنية أثناء محاولته الهرب، فقد تم التعامل معه بما يقتضيه الموقف والرد عليه بالمثل، والقبض عليه بعد إصابته في فخذه، حيث نُقل إلى المستشفى لعلاجه واستكمال الإجراءات النظامية بحقه». وأضاف أن القوات الأمنية «لن تتهاون في التعامل مع مثيري الشغب والفتنة ممن أساؤوا إلى مجتمعهم ووطنهم، وجعلوا أنفسهم أدوات في أيدي أعداء الأمة، والله الهادي إلى سواء السبيل».
في المقابل، أكد الأخ الشقيق لرجل الدين، محمد النمر، أن «قوة من الشرطة نصبت كميناً في الشارع العام في العوامية عند الرابعة بعد الظهر أثناء عودته (النمر) من مزرعته إلى منزله وجرت محاصرة السيارة وإطلاق النار في الهواء». وأضاف: «توجهت فور اطلاعي على الحادث إلى المكان فوجدت السيارة، وهي من نوع «شفروليه كابريس» وقد تعرضت للصدم». وقالت مصادر مقربة إن النمر «تعرض للإصابة من دون معرفة ما إذا كان ذلك نتيجة إصابته بطلق ناري أو بسبب التصادم»، مشيرة إلى أن «السيارة تعرضت لأضرار نتيجة الحادث، كما أصيبت بطلقات نارية في بعض جوانبها».
من جهة ثانية، أكد ناشطون في مركز «العدالة وحقوق الإنسان» في القطيف اعتقال النمر. واشاروا إلى أن «شائعات سرت قبل فترة» عن اعتقال رجل الدين. وعرضت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً قالت إنها مشاهد اعتقال النمر، وقد بدت آثار دماء قيل إنها تعود إليه، وإنّه أُصيب إصابة بالغة عند اعتقاله. فيما انتشرت تغريدات على «تويتر» تنم عن توتر طائفي كنقل أحدهم عن ضابط قوله: «اتمنى أن يموت النمر، لأن موته سيشكل انتصاراً للسنّة».
وانتشرت تغريدات كثيفة عن اعتقال النمر، بين من دافع عنه وعدّه معتقل رأي، مذكراً بتصريحاته حول منع استخدام السلاح بالتظاهرات وإصراره على السلمية، وبين من رحب بالاعتقال، متهماً إياه بأنه عميل إيراني يدعو إلى الانفصال. وخلال 20 دقيقة كان هناك أكثر من 18 ألف تغريدة و12 مليون ظهور، وفقاً لموقع «متوترون» لمستخدمي التويتر. وفور اعتقال النمر، سارت مسيرات بالعشرات في القطيف، بحسب ما عرضت على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو إلى اسقاط النظام، وسط هتافات «الشعب يريد اسقاط النظام».
وكان النمر قد قال خلال خطبة في مسجده في العوامية قبل عشرة ايام: «أنا على يقين من أن اعتقالي أو قتلي سيكون دافعاً للحراك وجهاز المخابرات يثير شائعات لإشغال المجتمع عن الصراع الداخلي».