أعلنت مصادر عدة، أمس، مقتل 3 مواطنين سعوديين وجرح العشرات برصاص الأمن السعودي، وذلك خلال احتجاجات اندلعت في منطقة القطيف على أثر اعتقال الزعيم الديني البارز نمر باقر النمر بعد مطاردته وإصابته في رجله عصر الأحد، في وقت تصاعدت فيه الاحتجاجات، رغم تشديد القبضة الأمنية. وبحسب المصادر الرسمية، وصلت جثتا شخصين مقتولين أمس إلى أحد المراكز الطبية في المنطقة الشرقية. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، إن «الجهات الأمنية تبلغت من أحد المراكز الطبية (في المنطقة الشرقية) عن وصول 4 أشخاص بواسطة ذويهم، اثنان منهم متوفيان واثنان مصابان»، مشيراً إلى أن «الجهات المختصة باشرت في التحقيق في ذلك»، من دون أن يوضح أسباب مقتل الاثنين أو الكشف عن اسميهما.
وقال التركي إنه «سمع إطلاق نار من المناطق العشوائية ولم يكن هناك أية مواجهه أمنية». وأوضح أن عدداً محدوداً من الأشخاص تجمعوا في بلدة العوامية في المنطقة الشرقية من المملكة على أثر القبض على من وصفه بـ«مثير الفتنة نمر باقر النمر»، الذي ألقي القبض عليه عصر أول من أمس.
لكن شهوداً من المنطقة أكّدوا أن قتيلين سقطا برصاص الأمن خلال تفريق تظاهرة في شارع الرياض وسط القطيف خرجت لتندد باعتقال الشيخ النمر، وهما السيد أكبر الشاخوري من بلدة العوامية والسيد محمد الفلفل من مدينة القطيف، مشيرين الى إصابة نحو عشرة من المتظاهرين برصاص القوات الأمنية، فيما تحدثت مصادر أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي عن سقوط 3 قتلى إضافة إلى عشرات الجرحى برصاص الأمن. وقالت إن القوات الأمنية لا تستخدم الرصاص المطاطي أو خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، بل الرصاص الحي المباشر.
وبذلك، يرتفع عدد القتلى الذين سقطوا برصاص عناصر الأمن خلال تفريق مسيرات سلمية في القطيف منذ شهر تشرين الثاني العام الماضي إلى 10.
من جهته، أدان حزب الله اعتقال الشيخ النمر. وأعرب الحزب في بيان عن «قلقه وألمه لقيام السلطات السعودية بالتعرّض للشخصيات الدينية، التي كان آخرها اعتقال سماحة الشيخ نمر باقر النمر، لا لجرمٍ اقترفه، بل لمطالبته بتحقيق الحد الأدنى من الحقوق المدنية، التي تنص عليها كل القوانين الدولية، وسعيه إلى إنهاء سياسة التمييز بين المواطنين».
وقال الحزب إنه «إذ يستنكر بشدّة اعتقال الشيخ نمر باقر النمر، فإنه يستنكر أيضاً التعاطي العنيف لقوات الأمن مع المحتجين سلمياً في مدينة العوامية ومنطقة القطيف، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى».
إلى ذلك، ذكرت وسائل الإعلام المحلية، أمس، أن قوات الأمن السعودية أوقفت أربعة من عناصر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بعدما سببوا مقتل شخص وإصابة زوجته الحامل وطفليهما في منطقة الباحة، جنوب غرب المملكة، خلال مطاردة سيارتهم بحجة أن صوت الموسيقى كان مرتفعاً في داخلها.
وفي تفاصيل الحادثة، نقلت صحيفة «الوطن» عن أقرباء الضحايا قولهم إنه بعد نزهة قضاها الرجل مع أسرته في متنزه بمنطقة الباحة في محافظة بلجرشي، طلب منه أحد أفراد هيئة الأمر بالمعروف التوقف بسبب ارتفاع صوت الراديو، لكنه انطلق بالسيارة مسرعاً وانطلقت وراءه دورية من الهيئة. ونتيجة المطاردة، سقطت السيارة من جسر، ما أدى إلى مقتل عبد الرحمن أحمد الغامدي. وأشارت الصحيفة إلى أن ابنه البالغ من العمر تسع سنوات يرقد في غيبوبة وبترت يد زوجته نتيجة للحادث، وأن ابنته البالغة من العمر أربع سنوات في حالة مستقرة بالمستشفى.
(الأخبار)