في الوقت الذين كان يتوقع فيه أن تبدأ نتائج الانتخابات بالظهور ما بين أمس واليوم، وفق ما أعلنت اللجنة الانتخابية، يبدو أنها ستأخذ وقتاً إضافياً، وسط ارتفاع مؤشرات فوز الليبراليين على الإسلاميين، على عكس ما جرى في بلاد الربيع العربي الأخرى كتونس ومصر. وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات أنها ستبدأ إعلان النتائج الأولية في الدوائر الثلاث عشرة الكبرى أولاً بأول مع الانتهاء من فرز الأصوات فيها، الأمر الذي قد يدوم أربعة أو خمسة أيام، حسب المراقبين، من دون أن تحدد موعد إعلان النتائج النهائية. وأوضحت أن جمع المعطيات وفرزها قد يأخذان وقتاً أكثر مما كان متوقعاً، نظراً إلى اتساع الأراضي الليبية، إضافة إلى الأسباب الأمنية.
وترسل صناديق الاقتراع جواً من مختلف أنحاء البلاد إلى مطار معيتيقة العسكري في طرابلس، حيث يجري التحقق من فرز الأصوات، الذي حصل في مراكز اقتراع قبل اعتماد النتائج.
في غضون ذلك، دعا زعيم تحالف القوى الوطنية، محمود جبريل، مساء أول من أمس، الأحزاب السياسية الأخرى في ليبيا إلى الوحدة، بعد صدور نتائج الانتخابات. وقال: «نوجه نداءً صادقاً من أجل حوار وطني بهدف أن نتوحد جميعاً تحت مظلة واحدة للتوصل إلى تسوية، إلى تفاهم يمكن على أساسه صياغة الدستور وتشكيل حكومة جديدة». وأضاف: «في انتخابات أمس، لم يكن هناك خاسر ولا رابح. إن ليبيا هي الرابح الفعلي الوحيد في هذه الانتخابات».
وكان جبريل يتحدث خلال مؤتمر صحافي في مكاتب تحالفه، بعد ساعات من إعلان الأمين العام للتحالف، فيصل الكريكشي أن التحالف يتقدم «في غالبية الدوائر».
وأوضح جبريل أن حزبه «يلتزم الصمت» وينتظر النتائج الرسمية التي ستعلنها المفوضية العليا للانتخابات. لكن إذا تأكد فوز تحالف جبريل، فإن ليبيا ستختلف عن جارتيها تونس ومصر اللتين مرت عليهما رياح الربيع العربي وفاز فيهما الإسلاميون بالحكم في أول انتخابات تلت انهيار نظامي الحكم فيهما.
وكان زعيم حزب «العدالة والبناء» الإسلامي المنبثق من تيار الإخوان المسلمين، محمد صوان، قد أقر في وقت سابق بتقدم واضح في طرابلس وبنغازي لتحالف القوى الوطنية الذي يضم أكثر من ستين حزباً صغيراً.
وتستند استنتاجات القوتين المتنافستين، الليبرالية والإسلامية، إلى نتائج المقاعد المخصصة للأحزاب السياسية المتنافسة وعددها 80 مقعداً من أصل 200 مقعد. وبالنسبة إلى المقاعد المئة والعشرين المخصصة للمرشحين فردياً، يتوقع أن تنحو النتائج المنحى نفسه، حيث إن معظم المرشحين مدعومون من أحزاب سياسية.
(أ ف ب)