جدد الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، تأكيده عدم وجود انتفاضة شعبية على غرار ثورات الربيع العربي، متوعداً بـ«صيف حارق» ينتظر أعداءه، فيما تظاهر طلبة سودانيون أمس في الخرطوم، في أكبر تظاهرة منذ بداية الاحتجاج قبل أسابيع. وقال البشير، في كلمة له أمس، خلال افتتاحه مصنعاً للسكر في وسط السودان، «إن الذين يأملون حصول ربيع عربي في السودان لن يروه؛ لأننا نعيش صيفاً حاراً سيصطلي به الأعداء».
ودعا إلى حظر التعامل مع أي شركة لها علاقة بدولة معادية لبلاده في أي مكان أو موقع، داعياً إلى التوجه لاستقطاب الدول الصديقة لتقاسم
الفائدة.
وشهد السودان على مدى الأسابيع الماضية تظاهرات احتجاجية ضد قرارات الحكومة السودانية بالتقشف، آخرها أمس في جامعة الخرطوم، حيث أفيد عن سقوط عدد من الجرحى جراء إطلاق النار على الطلاب المحتجين داخل الحرم الجامعي بعد فشل الأمن في اقتحام الجامعة التي تعد معقلاً للاحتجاجات.
وأكد شاهد عيان، طلب عدم الكشف عن هويته، أن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع، موضحاً أن طلبة جامعة الخرطوم كانوا يهتفون ويرشقون الحجارة. وأضاف الشاهد، أن هذه التظاهرة التي بدأت بعد الظهر «أكبر» من سابقاتها، مشيراً إلى أنّ من الصعب تحديد عدد المتظاهرين لأنهم كانوا موزعين في حرم الجامعة.
وفي السياق، أكدت مريم الصادق المهدي، أحد الوجوه البارزة في المعارضة السودانية، أن قوات الأمن السودانية تستخدم الرصاص الحي وتظهر المزيد من العدائية ضد المتظاهرين المنددين بارتفاع الأسعار والمحتجين على نظام الرئيس عمر البشير.
في غضون ذلك، دعت منظمة العفو الدولية في تقرير مشترك مع نظيرتها الأميركية «هيومن رايتس ووتش»، السلطات السودانية إلى الكف فوراً عن تعذيب المحتجين وإساءة معاملتهم والإفراج الفوري وغير المشروط عن أي شخص اعتُقل لمشاركته في احتجاجات سلمية. وقال التقرير «إن ما لا يقل عن 100 شخص لا يزالون رهن الاحتجاز في العاصمة الخرطوم وحدها، فيما قدّرت جماعات حقوقية سودانية عدد المحتجزين لدى قوات الأمن السودانية بنحو 2000 شخص».
ولفت التقرير إلى أن متظاهرين اشتكوا من تعرضهم لاعتداءات في الأيام الأخيرة من قبل طلاب موالين للسلطة يحملون عصياً وسكاكين وفؤوساً، فيما استخدمت قوت الأمن مراراً القوة المفرطة لتفريق التظاهرات.
وفي السياق، دعا اتحاد الصحافيين العرب، السلطات السودانية إلى الإفراج عن الصحافية المصرية شيماء عادل، التي تعتقلها السلطات السودانية منذ عدة أيام بحجة «عدم إبلاغ الجهات المُنظِّمة لعمل الصحافيين الأجانب بوجودها وبطبيعة مهمتها في السودان».
(أ ف ب، الأخبار، يو بي آي)