غزّة | أكثر من 25 أسيراً فلسطينيّاً داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، تمكّنوا، أمس، من رؤية ذويهم بعد منع الزيارات عنهم لفترة زادت على خمسة أعوام. وتوجه في الصباح الباكر أكثر من 45 شخصاً من أهالي الأسرى الى سجن رامون الإسرائيلي في حافلة واحدة عبر معبر بيت حانون «إيريز»، بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أجل رؤية أبنائهم، الذين منعوا من رؤيتهم منذ أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط على أيدي المقاومة الفلسطينية عام 2006. وكانت إسرائيل قد سمحت بهذا الإجراء كخطوة أولى تنتهي بعودة برنامج الزيارات كما كان عليه قبل ستة أعوام، بحيث يمكن بعدها لأكثر من 450 أسيراً من قطاع غزّة رؤية عوائلهم من خلال زيارات يتم تنسيقها بين جيش الاحتلال والصليب الأحمر.
وجاءت هذه التسهيلات الإسرائيلية بعدما أضرب نحو 2000 أسير فلسطيني عن الطعام لمدّة 28 يوماً. إلا أنّ تلك التسهيلات لم تكن مرضية لذوي الأسرى، الذين لن يستطيعوا رؤية أحبائهم لأكثر من ساعة واحدة، اضافة الى أنه غير مسموح لهم إحضار أي هدايا أو مقتنيات لأسراهم.
ورحب المتحدث الإعلامي باسم الصليب الأحمر بقطاع غزة، أيمن الشهابي، بتصريحات صحافية بهذه الخطوة، معتبراً أنها تأتي في الاتجاه السليم لاستئناف برنامج زيارات ذوي الأسرى. وقال إن «لجنة الصليب الأحمر ستعمل على تنسيق عملية سفر أهالي الأسرى من قطاع غزة إلى إسرائيل»، مؤكداً أن «العدد سيزداد شيئاً فشيئاً إلى أن يصبح بإمكان جميع الأسرى رؤية ذويهم».
لكن المتحدث باسم حركة «حماس»، سامي أبو زهري، اعتبر أن «سماح الاحتلال لـ 25 عائلة فلسطينية فقط بزيارة أبنائها المعتقلين خطوة فاقدة القيمة، في ظل استمرار حرمان نحو 500 أسير فلسطيني من سكان القطاع من حقهم في زيارة أهلهم لهم».
وليس بعيداً عن مقرّ الصليب في مدينة غزة، تجمّع الزائرون داخل حافلة كبيرة تمرّ عليهم الثواني سنين، بانتظار رؤية أحبّة باعد بينهم الحصار وإجراءات إسرائيل التعسفية. من بين هؤلاء كانت أم محمد مهرة (34 عاماً)، من بلدة جباليا شمال قطاع غزة. يقبع زوجها في سجن رامون منذ نحو 3 أعوام، بعدما حُكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة «تهديد أمن إسرائيل».
تقول أم محمد، وهي تمسك بيدها مصحفاً صغيراً، بينما كانت تجلس على مقعدها بالحافلة، «أشعر بفرحة عارمة وحزن شديد يختلج في قلبي في اللحظة ذاتها. فقد سمحت لي إسرائيل اليوم برؤية زوجي، إلا أنها حرمت أطفالي الصغار من تلك الفرحة». وأضافت إنها «لن تُشعر زوجها عند رؤيته بهذا الحزن حتى لا تتأثر معنوياته»، معربةً عن أملها بأن يتمكن صغارها الثلاثة من رؤية والدهم في الزيارة المقبلة.