بعد نحو شهرين وأسبوع من انضمام حزب «كاديما» إلى حكومة بنيامين نتنياهو، أعلن رئيس الحزب، شاؤول موفاز، انسحابه من الائتلاف الحكومي، مشيراً الى أن الجهود المبذولة مع حزب «الليكود» للاتفاق على نص قانون يستبدل قانون «طال» المتعلق بإعفاء اليهود المتدينين من الخدمة العسكرية، لم تصل الى نتيجة مرضية للطرفين، وبالتالي «لم يكن هناك مناص من الانسحاب»، بحسب موفاز. وقال موفاز إن «موضوع التجنيد هو موضوع مبدئي، وإن أي تنازل بهذا الخصوص سيضرّ بصورة حزب «كاديما» لدى الجمهور الإسرائيلي». وأشار الى أنه كان مصمماً على بذل قصارى جهده للتوصل الى اتفاق مع حزب «الليكود»، بل وأن يدفع مقابل ذلك ثمناً لدى الرأي العام الإسرائيلي، لكن رئيس الوزراء رفض كل الاقتراحات بهذا الشأن، ومن بينها صيغة جديدة لقانون الخدمة العسكرية والمدنية والمعروف بقانون «المساواة في تحمل الأعباء»، التي تجبر اليهود المتدينين والعرب على أداء الخدمة العسكرية والمدنية في إسرائيل.
وكانت مصادر في حزب «كاديما» قد أعربت قُبيل إعلان موفاز انسحابه من الحكومة، أنّه بغض النظر عن التوصل أو عدم التوصل الى اتفاق بينه وبين نتنياهو، فإن من المرجح أن تنشق كتلة «كاديما» على نفسها، وبالتالي لن يبقى الحزب بصورته الحالية، التي تتضمن 28 عضو كنيست، وهو ما تقاطع مع موقف أطلقه عضو الكنيست، عيتونائيل شلنر، من حزب «كاديما»، الذي توقع رفض عدد من أعضاء الكتلة لقرار الانسحاب، وانضمامهم مجدداً إلى ائتلاف نتنياهو، من خلال انشقاق داخل الحزب، مشيراً الى أن أحد السيناريوهات المتداولة أن ينشق سبعة أعضاء، وأن يشكلوا كتلة جديدة، تنضم إلى الحكومة.
ردّة الفعل السياسية شملت كل اتجاهات القوس السياسي والحزبي في إسرائيل، بين مؤيد ومعارض. أما في «الليكود»، فشنّت أوساطه حملة شعواء على «كاديما» ورئيسه، واتهم وزير البيئة جلعاد أردان (الليكود)، بأن «الخطوات التي قام بها حزب «كاديما» برئاسة موفاز، ليست إلا مساراً سياسياً يستهدف إبقاء الحزب على قيد الحياة، ليس إلا». فيما أكد عضو الكنيست داني دانون (الليكود) أنه «آن الأوان لوضع حد لحزب يفتقر الى القيم والأخلاق، وإلى عمود فقري يجمعه»، مضيفاً إن «موفاز انضم في الأساس الى حكومة نتنياهو، كي يؤمن لنفسه حصانة، استمرت لما يقرب من شهرين، إلا أن ما قام به ليس إلا سياسة رخيصة تمسّ بمواطني إسرائيل».
من جهته، قال رئيس طاقم الردود في «الليكود»، أوفير أكونيس «تحية وداع لحزب «كاديما»، وليس الى اللقاء.