في محاولة من النظام في السعودية لإضفاء طابع «الشفافية» على أداء المملكة، في ظل الحراك الذي تشهده مدينة القطيف في الأيام الأخيرة، وخصوصاً بعد اعتقال الشيخ نمر النمر، خرجت هيئة حقوق الإنسان السعودية، التابعة للدولة، لتفند عدد المعتقلين السياسيين وقضاياهم، في وقت جددت فيه طهران دعوتها الرياض إلى «تلبية نداء شعبها الثائر». وأعلنت هيئة حقوق الإنسان السعودية، أمس، أن عدد السجناء والموقوفين في سجون المباحث أي الأمن السياسي في المملكة يبلغ 3184 شخصاً. وقالت الهيئة التي أنشأتها السلطات السعودية إن «عدد السجناء والموقوفين في السجون التابعة للمديرية العامة للمباحث بلغ 3184 شخصاً، منهم 462 محكوماً، وأحيل 1215 منهم إلى القضاء، وتستكمل هيئة التحقيق والادعاء العام إحالة 1277 آخرين، فيما لا يزال 230 شخصاً رهن التحقيق».
وأوضحت الهيئة أن «عدد من أطلق سراحهم خلال الفترة من 26 كانون أول الماضي حتى 15 تموز الحالي بلغ 1662 شخصاً، كما يستفيد حالياً من برامج مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية 119 شخصاً تمهيداً لإطلاق سراحهم، ويتم استكمال إجراءات إحالة 216 شخصاً إلى المركز لتأهيلهم، ومن ثم إطلاق سراحهم». وأشارت الى أنها تتابع باستمرار جميع الجوانب الإجرائية والمعيشية والصحية لهؤلاء السجناء والموقوفين. وأكّدت «للرأي العام ولذوي السجناء والموقوفين أنّ هذه السجون تخضع للرقابة والإشراف من الجهات الرقابية المختصة». وأشارت الى أنه «لا صحة لما يثار من معلومات مغلوطة ومغرضة عن تعرّض السجناء للأذى».
ويأتي بيان الهيئة بعد ما انتشر على المواقع عن اضطربات في سجن حائر في الرياض وسقوط عدد من الجرحى.
في غضون ذلك، التقى ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال جيمس ماتيس في جدة، وبحث معه «الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين»، بحسب وكالة الأنباء السعودية، التي لم تكشف مزيداً من التفاصيل.
وكان الملك عبد الله قد تلقى أول من أمس رسالة لم يكشف عن فحواها من الرئيس الأميركي باراك أوباما، نقلها إليه مستشار الأمن القومي توم دونيلون. كما التقى كبار قادة المملكة، وخصوصاً الملك وولي العهد، الأسبوع الماضي، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ديفيد بترايوس.
وفي سياق متصل، دعت إيران السعودية الى تلبية نداءات شعبها الثائر. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست في مؤتمره الصحافي الأسبوعي إن «على الحكام في السعودية أن يلبوا نداءات الشعب الثائر المطالب بالحرية». وأضاف إن «العالم بأسره يشهد اليوم صحوة اسلامية جديدة في السعودية، ونحن ننصح الحكام في السعودية بتلبية نداء شعبها الثائر والمطالب بالحرية، حيث إن انتهاج العنف والقمع سيزيد من حدة الأزمة في السعودية». وتابع «العالم بأكمله وللأسف الشديد يشاهد تدخل السعودية في الشأن الداخلي البحريني، إذ إن هذا التدخل وتقديم الدعم لحكام البحرين للقيام بضرب شعبه يزيد من حدة التوتر في هذا البلد».
من جهة ثانية، اتهمت إيران دولاً غربية لم تسمها بتزويد البحرين بقذائف كيميائية خانقة، قالت إن السلطات البحرينية استخدمتها في قمع المحتجين. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «أرنا» أن نائب وزیر الخارجیة الإیراني للشؤون العربیة والأفریقیة، أمير عبد اللهیان «أعرب عن قلق طهران من استخدام السلطات البحرینیة غازات كیمیائیة»، وصفها بأنها «قاتلة ضدّ أبناء الشعب البحریني». واتهم المسؤول الإيراني بعض الدول الغربیة «بتزويد المنامة بقذائف كیمیائیة خانقة»، وقال إن الأخیرة «تقوم باستخدامها ضد أبناء الشعب البحریني، ما أدى الی مقتل وجرح العشرات من الأطفال والشیوخ والشباب الشیعة والسنة».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)