يعود تاريخ الحضارة اليمنية الواعية إلى 3000 سنة، ويذكر العهد القديم لنا قصة زيارة ملكة سبأ (بلقيس) للملك سليمان في «أورشليم» القدس سنة 950 قبل الميلاد. أما حضارته غير الواعية، فتعود إلى العصور الحجرية القديمة، وقد أثبتت الأبحاث أن هضبة حضرموت هي من المواقع الأقدم على الإطلاق التي استوطنها الإنسان في الجزيرة العربية.
وعرف اليمن حضارة زراعية مزدهرة نتجت من هندسة ري راقية ومتطورة، ويعتبر ذلك من معجزات الحضارة اليمنية القديمة في بلد لا توجد فيه أنهار. لذلك نجد أن الإنسان اليمني القديم قد نبغ في بناء وهندسة السدود وقنوات الري. ويعتبر سد مأرب الشهير الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثامن قبل الميلاد، أبرز وأهم تلك المنشآت الزراعية وأهم الرموز التاريخية للحضارة اليمنية القديمة، والذي استهدفته غارات العدوان عشرات المرات. كذلك، قامت الحضارة اليمنية على ركيزة مهمة أخرى هي التجارة، وقد انفرد اليمن بإنتاج بخور اللبان الذي كان بمثابة الطقس الأهم في طقوس الديانات الوثنية القديمة في العالم القديم. وقد كانت قوافل اللبان تمر بأغلب مراكز الحضارة اليمنية القديمة، وكذلك الحال بالنسبة إلى التجارة بالبضائع الأخرى حيث كانت اليمن بمثابة الوسيط بين الشرق والغرب في العالم القديم.
(الأخبار)