على الغلاف | تزامن الانفجار الذي وقع في مقر الأمن القومي مع تصاعد الاشتباكات في العاصمة السورية دمشق وعدد من المناطق الأخرى. وأعلنت وكالة الأنباء السورية «سانا»، أمس، أن القوات المسلحة قتلت عدداً كبيراً من «الإرهابيين» واعتقلت عدداً آخر منهم في حي الميدان بوسط العاصمة دمشق. كذلك بثّ التلفزيون الحكومي مشاهد مصوّرة قال إنها صورت أمس، وتظهر رجالاً يرتدون ملابس الجيش المموّهة يحتمون من إطلاق النار ويطلقون الرصاص، لتكون أول مرة يعرض فيها الإعلام الرسمي اشتباكات في قلب دمشق.
كذلك أفادت «سانا» عن ملاحقة وحدات من القوات المسلحة «فلول إرهابيين أجبروا بعض العائلات في حيّي القابون وتشرين على مغادرة منازلهم»، فضلاً عن التصدي «لمجموعة إرهابية مسلحة في الحجر الأسود اعتدت على المواطنين وأرغمتهم على ترك منازلهم وحاولت قطع الطرقات ومهاجمة قوات حفظ النظام».
في المقابل، نقلت وكالة «فرانس برس» عن نشطاء في أحياء دمشق شهدت اشتباكات أن القوات الحكومية وموالين للحكومة يتدفقون عليها لسحق المعارضين المسلحين. من جهتها، تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن «تجدد القصف صباحاً من قبل قوات جيش النظام على حي القابون»، مشيرةً إلى «دخول المدرعات إلى داخل الحي مع نصب لبعض الحواجز في أماكن متفرقة منه»، وذلك بعد «محاصرة الحي بالدبابات وقصفه بشكل عشوائي».
كذلك أشارت إلى أن حي القدم شهد فجراً تمركز عدد من الدبابات على أوتوستراد دمشق _ درعا الدولي، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سماع «أصوات انفجارات في حي كفرسوسة حيث اندلعت اشتباكات بعدها بين القوات النظامية السورية ومقاتلين». وتحدث عن اشتباكات في حي الميدان بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، مشيراً إلى مقتل أكثر من 60 من عناصر القوات النظامية السورية منذ بدء المعارك مع مقاتلي المعارضة في دمشق. وأحصى المرصد أمس 97 قتيلاً هم 46 مدنياً و43 عنصراً من قوات النظام وثمانية مقاتلين معارضين.
كذلك أفاد ناشطون بأن «مدفعية الجيش السوري قصفت حي المزة في دمشق وضاحية المعضمية». وأوضحوا أن بطاريات المدفعية المتمركزة على جبل قسيون المطل على دمشق بدأت قصف المنطقتين بصورة متقطعة حوالى الساعة السابعة والنصف مساءً. وأشاروا إلى أن ثكن عسكرية قرب قصر الشعب تعرضت لنيران قوات المعارضة حوالى الساعة السابعة والنصف صباح أمس. كذلك بثّت قنوات تلفزيونية عربية ما قالت إنها لقطات حية لعشرات المسلحين السوريين وهم يقتحمون موقعاً أمنياً في منطقة الحجر الأسود.
وفي محافظة ريف دمشق، تحدث المرصد عن مقتل ثلاثة مواطنين بينهم سيدة وطفلة جرّاء القصف على بلدة مضايا ومواطن إثر سقوط قذائف على مدينة زملكا، بينما تعرضت، وفقاً للمرصد، بلدات عقربة وببيلا وبيت سحم لقصف من القوات النظامية. كذلك، أفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة في منطقة القصير وفي بلدة اعزاز في حلب وفي محافظة دير الزور وفي محافظة درعا، حيث قتل قائد كتيبة مقاتلة معارضة في بلدة النعيمة، وخمسة مدنيين في بلدة داعل.
وفي السياق، أعلن مسؤول تركي أن ضابطين سوريين كبيرين برتبة عميد بين نحو 600 سوري فروا من سوريا إلى تركيا، أول من أمس، ليرتفع عدد الضباط السوريين الكبار الذين فروا إلى تركيا إلى نحو 20، بينهم لواء متقاعد.
إلى ذلك، أحبط عناصر الأمن المصري، أمس، محاولة مئات من السوريين والمصريين اقتحام مبنى السفارة السورية في القاهرة.
وقال شهود عيان إن عناصر الأمن المصري استخدموا الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من السوريين المقيمين في العاصمة المصرية وعدد من المصريين حاولوا اقتحام مبنى السفارة السورية في حي «غاردن سيتي» في القاهرة ورفع «علم الاستقلال السوري» عليه.
(سانا، أ ف ب ، رويترز، يو بي آي)