اسطنبول | وصل عدد اللاجئين السوريين في المخيمات التركية إلى 40 ألفاً، بينهم زهاء 2000 من عناصر «الجيش السوري الحر»، وخصصت لهم أنقرة مخيمات خاصة لا يقترب منها أحد. وسمحت السلطات التركية لبعض الإعلاميين الأتراك والأجانب بزيارة هذه المخيمات، ولقاء رئيس ما يسمى بالجيش السوري الحر رياض الأسعد، الذي هدد أكثر من مرة بتحويل سوريا إلى جحيم، انطلاقاً من مخيماته في انطاكيا. وتحدثت العديد من وسائل الإعلام التركية والأميركية عن تحركات غير طبيعية لعناصر المخابرات التركية ــ الأميركية ــ البريطانية في المنطقة، بهدف تسليح وتدريب عناصر «الجيش الحر» وتوجيههم، تحت الحماية التركية، نحو الأراضي السورية للقيام بأعمال مسلحة والعودة إلى مخيماتهم الآمنة. وقد لوحظ منذ بداية الأحداث في سوريا أن الجماعات المسلحة سعت وتسعى للسيطرة على القرى والبلدات القريبة من الحدود، وذلك بفضل الدعم الذي تحظى به من تركيا. وأتت الأخبار الأخيرة عن سيطرة «الجيش الحر» على المعابر الحدودية التركية ــ السورية، في باب الهوى وجرابلس لتؤكد هذه المعلومات، حيث تحدّث سكان هذه المناطق عن تسلل المئات من عناصر الجيش الحر من الأراضي التركية واحتلالهم لمدينة جرابلس، وكل المناطق المجاورة لبوابة باب الهوى، وهي البوابة الرئيسية بين تركيا وسوريا، والتي يعبر منها يومياً المئات من الشاحنات، التي تنقل المنتجات التركية إلى الدول العربية. وأفاد سكان المنطقة أن الذين سيطروا على مدينة جرابلس يحظون بدعم جوّي من الجيش التركي، حيث تحلّق الطائرات الحربية في المنطقة لمنع المروحيات السورية من الاقتراب من مقاتلي الجيش الحر، الذين يملكون الأسلحة الثقيلة لمواجهة أي قوات برية سورية. كما يستخدم مسلحو «الجيش الحر» أجهزة اتصالات متطورة، وهواتف نقالة عبر الشبكات التركية، فيما تقوم القواعد العسكرية وشبكات الرادارات التركية بالتشويش على اتصالات الجيش السوري في المنطقة أو التجسـس عليها خلال العمليات العسكرية. ويشير المراقبون إلى أحاديث المسؤولين الأتراك، منذ البداية، عن إقامة منطقة حظر جوي أو منطقة عازلة بين تركيا وسوريا. ويقولون إن تركيا بدأت تطبّق هذا المشروع جوياًَ من خلال منع الطائرات السورية من الاقتراب من مواقع الجيش الحر، داخل الأراضي السورية القريبة من الحدود، حيث يسعى الجيش الحر للسيطرة على أكبر عدد ممكن من القرى والبلدات، في محاولة منه لشنّ هجوم شامل على مدينة حلب التي تحيط بها بلدات وقرى تركمانية موالية للنظام، وأخرى بأغلبية كردية. وهو ما يقلق بال «الجيش الحر»، وتركيا التي تدعمه حيث إن غالبية أكراد سوريا يتضامنون مع حزب العمال الكردستاني، الذي يقاتل تركيا منذ 30 سنة. وكانت أنقرة قد استضافت قبل شهرين رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، في محاولة منها لاقناعه بضرورة أقناع أكراد سوريا بالتمرد ضد نظام السوري. كما قرر «المجلس الوطني السوري»، بعد ذلك انتخاب عبد الباسط سيدا، وهو كردي، رئيساً له لذات الغاية، فيما يتحدث البعض عن مخططات تركية ــ أميركية لإقناع أكبر عدد ممكن من الضباط السوريين للهرب من الجيش السوري، وجمعهم في مخيمات خاصة في تركيا استعداداً لتوسيع العمليات العسكرية من المنطقة. إلى ذلك، سيطر المقاتلون المعارضون السوريون، أمس، على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، بعد معارك عنيفة دارت مع الجيش السوري، على ما افادت وكالة «فرانس برس». وشوهدت شاحنات تركية محترقة، خلال المعارك عند مدخل المعبر، الذي يسيطر عليه زهاء 150 مقاتلاً مدججين بالاسلحة، مقابل مركز جلوة غوزو التركي الذي يضم مخيمات للاجئين سوريين في ولاية «هاتاي». وبدت مباني المركز السوري، وقد اخترقها الرصاص كما شوهدت بقع دماء في الاماكن الخارجية من المجمع، مما يدلّ على عنف المعارك التي دارت بين المقاتلين والجنود النظاميين الذين هجروا المكان بالكامل. كما قام المقاتلون بتخريب المجمّع، وأخذوا أجهزة الكمبيوتر والمعدات المكتبية منه، كما استولوا على شحنات غالبيتها من الاغذية، كانت على متن الشاحنات التركية التي تصادف عبورها عند وقوع الاشتباكات. وكان «المرصد السوري لحقوق الانسان» قد أعلن، أول من أمس، سيطرة المقاتلين على المركز الحدودي.