بدأ اللاجئون السوريون بالتوافد الى الحدود العراقية إثر قرار الحكومة العراقية، أول من أمس، بناء مخيمات لهم عند معبري اليعربية والبوكمال. وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، في بيان، إنّ «مجلس الوزراء خصص مبلغ 50 مليار دينار (نحو 40 مليون دولار) لإغاثة ومساعدة العراقيين العائدين، وتهيئة مستلزمات استقبال اللاجئين السوريين». ويخضع معبر اليعربية، أو ربيعة كما يسمى في العراق، لسيطرة القوات النظامية السورية التي أحكمت قبضتها عليه، يوم الأحد، بعدما سقط لساعات بأيدي المعارضة المسلحة، التي تسيطر على معبر البوكمال، أو القائم كما يسمى في الجانب العراقي، منذ الخميس.
وعبرت 150 عائلة سورية، تشمل نحو 300 شخص، معظمهم من الأطفال والنساء والعجائز الجانب السوري من معبر القائم، بعدما أتمت أوراقها، وفقاً لوكالة «فرانس برس». وستقيم العائلات في مبنى كلية التربية، التابع للحكومة العراقية. واستقبلت مجموعات من أهالي المدينة العراقية النازحين السوريين، وقدمت لهم الماء والطعام.
وتفصل مدينة القائم منطقة صغيرة عن مدينة البوكمال السورية، حيث يمكن بالعين المجردة مشاهدة المزارعين السوريين وهم يعملون في أرضهم. وتسكن القائم عشائر تجمعها علاقات عمومة ومصاهرة مع عشائر أخرى في الجانب السوري، وبينها عشائر كبيرة مثل الراويين، والعانيين، والكرابلة، والبومحل، وعشيرة السلمان.
كما أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، أمس، أن أكثر من 10 آلاف عراقي عادوا إلى ديارهم من سوريا، خلال الأسبوع الماضي. وزادت المفوضية من أعداد الموظفين، الذين يعملون على الخطوط الساخنة في سوريا على مدار الساعة.
وفي السياق، أعلن مجلس محافظة النجف استعداده لاستقبال نازحين سوريين وإسكانهم في المحافظة، الواقعة جنوب بغداد. وقال رئيس مجلس المحافظة فائد الشمري إن «المجلس إذ يستنكر التدخلات الخارجية في الشأن السوري الذي يزيد الأمور تعقيداً، يعلن استعداد المحافظة لاستقبال المواطنين السوريين للإقامة فيها». وأضاف إن المحافظة مستعدة «لتقديم كل أنواع الدعم المادي والمعنوي للتخفيف من معاناتهم، وهو يأتي في إطار الوفاء لسوريا لما قدمته للعراق والعراقيين إبان حكم النظام الصدامي البائد».
على المقلب الأردني، قالت جمعية «الكتاب والسنة» الأردنية، التي تقدم خدمات إغاثية للاجئين السوريين، إنّ ما يزيد على خمسة آلاف سوري عبروا الحدود الى المملكة خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وأفاد رئيس الجمعية، زايد حماد، بأن «نحو 1500 سوري لجأوا فجر أمس الثلاثاء الى مدينة الرمثا»، التي تبعد كيلومترات عن مدينة درعا السورية. ووفقاً لحماد والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن معدل اللجوء اليومي الى المملكة ارتفع بعيد التطورات الأخيرة في الجارة الشمالية وارتفاع وتيرة العنف هناك. وقال ممثل المفوضية في عمان، آندرو هاربر، لوكالة «فرانس برس» إنّ «معدل أعداد اللاجئين السوريين الى المملكة تجاوز الألف يومياً». وأضاف «كنا قبل أسبوع نتحدث عما بين 300 إلى 600 لاجئ يومياً»، مشيراً الى أنّ ارتفاع معدل اللجوء «يعكس بوضوح الأوضاع داخل سوريا».
وتستكمل المفوضية تجهيز أول مخيم رسمي للاجئين السوريين في منطقة الزعتري، في محافظة المفرق شمال الأردن.
وتقول الحكومة الأردينة إن أكثر من 140 ألف سوري لجأوا الى المملكة منذ اندلاع الاحتجاجات في آذار عام 2011. بينما تشير المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى أنّ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لديها في الأردن بلغ 36 ألفاً.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)