فيما توعد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بني غانتس، برد «رادع ومدروس» على عملية بورغاس التي حدثت في بلغاريا، متهماً حزب الله بالمسؤولية عن تنفيذها، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلية، افيغدور ليبرمان، أن نقل أسلحة كيميائية من سوريا الى حزب الله، سبب للحرب. وقال ليبرمان، خلال لقاء مجلس التعاون الإسرائيلي الأوروبي في بروكسل، إن مسؤولية نقل هذا السلاح الى حزب الله تقع على عاتق المجتمع الدولي.
وشدد على أن هذا الأمر من ناحية إسرائيل «خط أحمر». وبلغة دبلوماسية «سبب للحرب»، مؤكداً أن إسرائيل «لن تضبط نفسها بأي شكل رداً على حادثة كهذه».
وتطرق ليبرمان الى المحادثات بين إيران والدول العظمى بالقول «من غير الممكن إدارة مفاوضات الى الأبد»، وأنه إذا في مرحلة معينة، لن يكون للاتصالات نتائج عملية، فينبغي عندها إيقافها، والانتقال الى العمل واتخاذ خطوات قاسية ضد طهران.
في غضون ذلك، حذّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، من أن أي استهداف للمنظومات الكيميائية السورية سيؤدي الى حرب أوسع مما خططت لها إسرائيل. وأكد غانتس أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أنه «لا ينبغي» الرد على عملية بورغاس التي استهدفت سياحاً إسرائيليين عبر «مسار منفرد، وإنما كجزء من مجمل نشاطات الجيش».
واختار غانتس كلماته بدقة عندما أوضح: «سنعرف كيف نقوم ذلك بأسلوب مدروس»، مؤكداً أن الرد «سيصل في نهاية المطاف». وربط غانتس بين التفجير الذي استهدف سياحاً إسرائيليين في بلغاريا، وبين ما قال عنه إحباط إسرائيل لنحو 15 محاولة تنفيذ عملية ضد أهداف إسرائيلية في أنحاء العالم، لافتاً الى أن «العملية في بورغاس كانت قاسية ونوعية».
أما بخصوص الجهة التي تقف وراءها، فكرر غانتس الموقف الرسمي الإسرائيلي عبر القول «العملية نفذت بحسب أفضل تقديراتنا من قبل حزب الله وبدعم من إيران»، مشدداً على ضرورة مواصلة مكافحة محاولات تنفيذ العمليات ضد أهداف إسرائيلية في العالم.
أما لجهة الساحة السورية، فكان لافتاً جداً تلميح غانتس إلى أن أي ضربة عسكرية للمنظومات الاستراتيجية ستؤدي الى نشوب حرب واسعة، الأمر الذي يطرح التساؤلات عن وجود خلافات داخل القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل إزاء ضربة عسكرية إسرائيلية لمخازن الأسلحة الكيميائية ومتى. إذ اعتبر غانتس أنه «إذا ما أردنا العمل بشكل مركز جداً، فمن الممكن أن نجد صعوبة في العثور على النقطة (حيث توجد المنظومات الكيميائية بالدقة)، أما إذا أردت أن تعمل بشكل واسع فيمكن أن تجد نفسك سريعاً أمام معركة أوسع مما خططت له»، موضحاً أنه في بعض الأحيان «هناك سيطرة على هذه المعركة».
وعزز غانتس الكلام الذي أدلى به رئيس الشعبة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع، عاموس غلعاد، الذي أكد أن النظام يسيطر سيطرة تامة على المنظومات الكيميائية، بالقول «هم يحافظون على ذلك ويعززون الحماية عليها، ولم يتم انتقالها الآن الى أيد سلبية» لكنه أضاف إن هذا الأمر «لا يعني أنه سيبقى، بل يمكن أن يتغير، وفي نهاية الأمر سيتشكل هنا أزمة».
من جهة أخرى، قال غانتس إن إسرائيل نجحت بعد تولي مرشح الإخوان المسلمين، محمد مرسي، منصب رئاسة الجمهورية، في المحافظة على العلاقات الهامة. وأضاف إنه طرأ تصعيد في الأسابيع الأخيرة على العمليات المسلحة من سيناء ضد أهداف إسرائيلية، عند الحدود الإسرائيلية المصرية.