أجرى الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، سلسلة تعيينات أمنية، في إعادة تشكيل لـ«خلية إدارة الأزمة»، في حين اتهمت المعارضة المسلحة النظام بنقل أسلحة كيميائية الى مناطق حدودية. في هذا الوقت، توسعت رقعة الاشتباكات في مدينة حلب، بعد انحسارها في دمشق التي استعادت قوات النظام السيطرة على مجمل احيائها. بعد أقل من أسبوع على استهداف مقر مكتب الامن القومي في دمشق، الذي أودى بحياة أربعة من كبار القادة الامنيين، تمّ، يوم أمس، إعادة تشكيل «خلية إدارة الأزمة» من جديد، بعد تعيين اللواء علي مملوك مديراً لمكتب الامن القومي، خلفاً للواء هشام اختيار. واللواء عبد الفتاح قدسية رئيس الاستخبارات العسكرية، عيّن نائباً لمملوك وحلّ مكانه علي يونس، الذي كان مدير فرع دمشق للامن العسكري. واللواء ديب زيتون، الذي كان رئيس جهاز الامن السياسي، رئيساً لادارة أمن الدولة. كذلك عيّن اللواء رفيق شحادة، الذي كان رئيساً للاستخبارات العسكرية في محافظة حمص، رئيساً للاستخبارات، وعيّن اللواء رستم غزالة، الذي كان مدير فرع دمشق للامن العسكري، رئيسا للامن السياسي.
وفي سياق آخر، اتهمت القيادة المشتركة في «الجيش السوري الحر» النظام السوري «بنقل اسلحة كيميائية وأجهزة خلط للمكونات الكيماوية الى بعض المطارات الحدودية»، وذلك بغرض تحويل «الضغط الاقليمي والدولي» عنه. من ناحيتها، اعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أنّ مجموعة من السفن الحربية الروسية التي يفترض انها تتجه الى مرفأ طرطوس السوري، قد دخلت البحر المتوسط بعد عبور مضيق جبل طارق. واضاف المسؤول أن هذه السفن ستتابع مهمتها وتقوم «بمناورات عسكرية مقررة».
ميدانياً، اقتحمت القوات النظامية السورية أحياء القدم والعسالي والتضامن في جنوب دمشق، في وقت تستمر الاشتباكات في حلب، بينما حصد العنف في سوريا، يوم أمس 80 قتيلاً، بحسب ما افاد «المرصد السوري لحقوق الانسان».
واستعادت القوات النظامية، خلال اليومين الماضيين، السيطرة على مجمل احياء دمشق، باستثناء بعض الحارات التي لجأ اليها المقاتلون ولا تزال تشهد اشتباكات، وبينها حي الحجر الاسود. واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، في بيان أمس، أن «الوضع في دمشق ومحيطها بقي متوتراً وهشاً خلال اليومين الماضيين»، مشيرةً الى أن «الناس لا يزالون يهربون من منازلهم الى مناطق اكثر أمناً». وذكر البيان أن الاولوية، حالياً، بالنسبة الى الصليب الاحمر تكمن في «تأمين حاجات آلاف الاشخاص الذين تركوا منازلهم، ولجأوا مؤقتاً الى ابنية مدارس»، مقدراً عدد هؤلاء بـ3300 شخص.
وفي حلب، تستمر الاشتباكات في احياء السكري والصاخور ومساكن هنانو، وتستخدم القوات النظامية «الحوامات والقذائف»، بحسب المرصد الذي افاد ايضا عن «حركة نزوح كبيرة» من أحياء الهلك والحيدرية والشيخ فارس. وقتل الثلاثاء 21 شخصا في محافظة حلب بينهم مقاتلان، ومعظمهم في المدينة.
وفي محافظة ادلب، افاد المرصد عن تعرض قرية كفرزيبا «لقصف عنيف من القوات النظامية اسفر عن سقوط عشرات الجرحى. كذلك اشار الى انسحاب القوات النظامية من قرى أرنبة وكنصفرة ومعراته وبليون وتل النبي أيوب في المنطقة.
في سياق آخر، قتل ثمانية من سجناء سجن حلب المركزي، أمس، بعدما أطلقت قوات الامن الرصاص والغازات على السجن الذي يشهد حركة تمرد، بحسب بيان للمجلس الوطني السوري.
وحذر المجلس، في الوقت نفسه، من «ارتكاب مجزرة كبيرة» في سجن حمص، الذي شهد منذ ثلاثة أيام «انشقاقاً واطلاق نار بين الحراس الموالين والمنشقين»، قبل أن يسيطر السجناء على المبنى القديم ويمتد العصيان الى المبنى الجديد. وأشار البيان الى أن «السجن القديم فقط يضم بين ثلاثة وخمسة آلاف سجين». واضاف البيان أنّ المراقبين الدوليين «تعاملوا بسلبية كبيرة مع طلبات التدخل لوقف مذبحة محتملة في سجن حمص، واكتفوا بالقول إنهم أخطروا قيادتهم بالأمر».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)