القاهرة | لا يزال الرئيس المصري محمد مرسي يحاول ترتيب البيت من الداخل، فبعد الإعلان عن رئيس الحكومة الجديد، قرر أن يبدأ مشوار اختيار فريقه الرئاسي. وفي ظل الأجواء المتوترة التي تعيش فيها البلاد منذ الإعلان عن فوز مرسي بمنصب رئيس الجمهورية، وتخوف البعض من أخونة الدولة، وكذلك تخوفات قطاعات واسعة لأوضاع الأقباط والأقليات الأخرى، أصدر مرسي أمس قراراً بتعيين نائب محافظ القاهرة السابق، سمير مرقص، مساعداً له.
ويأتي التعيين تنفيذاً للوعد الذي اتخذه مرسي على نفسه أثناء الحملة الانتخابية بأن يعين نائباً قبطياً، وامرأة وشاباً. وجاء تعيين مرقص ليخلق حالة من الجدل بين الأقباط، فبينما يرى فريق واسع منهم أن هذا قرار جيد، ومن شأنه أن يصل بمشاكل ومطالب الأقباط إلى قصر الرئاسة، يرى آخرون أن الهدف من التعيين هو ترضية فقط للأقباط وأن مرقص لن يستطيع أن يفعل أي شيء وسيكون مجرد واجهة لا أكثر. إلا أن ما ينفي هذا التوجه المواقف السابقة لمرقص ذاته، التي كان آخرها انسحابه من الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، لوجود استحواذ إسلامي على الجمعية، واحساسه بأن هناك تلاعباً تم بحكم القضاء الذي قضى أن تكون الجمعية من خارج البرلمان نهائياً. واتخذ مرقص موقفاً نهائياً بعدم العودة إلى التأسيسية إلا بعد إزالة الأسباب التي ذكرها، ما يعني أن من المتوقع أن يتخذ موقفاً كالاستقالة في حال اكتشافه أنه مجرد واجهه فقط.
يأتي ذلك في الوقت الذي يجري فيه رئيس الحكومة المكلف هشام قنديل، عدداً من اللقاءات للشخصيات المرشحة لتولي حقائب وزارية في الحكومة الجديدة، والتي من المرجح أن تؤدي اليمين الدستورية أمام الرئيس الأسبوع المقبل.
وفي السياق، نفى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، ياسر علي، الأنباء التي ترددت بشأن وجود خلافات بين رئاسة الجمهورية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة بشأن منصب وزير الدفاع. وقال علي أمس «إن ما تردد بشأن ترشيح الرئاسة لأحد الشخصيات لمنصب وزير الدفاع واعتراض المجلس الأعلى للقوات المسلحة عليها لا أساس له من الصحة»، مع العلم أن قنديل كان قد أكد أن وزير الدفاع في الحكومة الجديدة سيرشحه المجلس الاعلى للقوات المسلحة.
كذلك نفى علي صحة ما يتردَّد عن وجود حصة لكل حزب سياسي في التشكيل الحكومي، موضحاً أن هناك مشاورات مع كل الأحزاب والقوى السياسية بما فيها الأحزاب التي أعلنت معارضتها للمشاركة في التشكيل الوزاري.
من جهةٍ ثانية، أوضح علي أن مرسي كلّف وزارة الخارجية بالرد على الإعلان الإسرائيلي الذي يحمل إهانة للرئيس المصري بوصفها مكلّفة بالتعامل مع القضايا الخارجية، والرد عليها وخاصة العلاقات مع إسرائيل.
وكان التلفزيون الإسرائيلي قد أذاع إعلاناً يصوِّر عائلة إسرائيلية تقضي يوماً على شاطئ البحر حيث يقوم الأبناء ببناء «هيكل سليمان» على الرمال، فيما الأب يقرأ صحيفة عبرية ثم يرميها على الأرض فتقع تحت قدميه وتبدو عليها صورة لمرسي في إشارة إلى أن الرئيس المصري لن يمنع إسرائيل من بناء الهيكل.