مع تصاعد المواجهات في سوريا، عزّز الجيش الإسرائيلي منظومات الدفاع في هضبة الجولان، خشية استغلال منظمات «إرهابية» الوضع القائم واستهداف المستوطنات القريبة، حسبما ورد في تقارير إعلامية إسرائيلية. التقارير أضافت بأن الجيش نصب أسيجة أخرى من الأسلاك الشائكة ووضع المزيد من العقبات، فضلاً عن حفر قناة تهدف إلى منع وصول السيارات إلى قرب المستوطنات.
ولفتت التقارير إلى أن هذه النشاطات حدثت في مناطق حساسة تم تحديدها من قبل الفرقة 36، كنقاط ضعف في الجولان، في ظل خشية لدى قيادة المنطقة الشمالية من إمكان تنفيذ «عملية اختراق» تحاول من خلالها جهات «إرهابية» استهداف المستوطنات أو قوات الجيش الإسرائيلي.
إلى جانب ذلك، رفع الجيش من مستوى استعداداته لمواجهة وصول لاجئين إلى خط الحدود، كما وضع خططاً عملياتية حول كيفية التصرف مع اللاجئين، الذين من المحتمل أن يطلبوا لجوءاً في إسرائيل. ويستعد المسؤولون في قيادة المنطقة الشمالية لإقامة معسكرات للاجئين في النقاط التي تشكلت بين السياج وخط الحدود مع سوريا.
وبحسب مصدر عسكري، فقد عزّز الجيش العقبات بين سوريا وإسرائيل، مشيراً إلى أن «الوضع الأمني يفرض علينا هذا المسار، وأن الخشية التي تحتل الرقم واحد على الحدود، هي تنفيذ عملية إرهابية».
من جهة أخرى، كشفت صحيفة «معاريف» أن الدولة العبرية ليست قلقة فقط من إمكان انتقال الأسلحة الكيميائية، من سوريا إلى حزب الله، بل أيضاً من إمكان انتقال منظومات أسلحة متطورة مضادة للطائرات. وأضافت الصحيفة إن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأجنبية بذلت في الأسابيع الأخيرة جهوداً كبيرة في عملية تعقب أسلحة الدمار الشامل التي يملكها النظام السوري.
لكن حتى الآن، وفقاً لما أكده رئيس هيئة أركان الجيش، بيني غانتس ورئيس الطاقم السياسي والأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس غلعاد، ليس هناك دليل على أن الرئيس السوري، بشار الأسد، لم يعد يسيطر على هذا السلاح.
في السياق نفسه، دعت صحيفة «إسرائيل اليوم»، إلى التفريق بين ضربة تستهدف المخزون الكيميائي في سوريا، وغيرها من الأسلحة المتطورة التي تخشى إسرائيل وصولها إلى أيدي حزب الله، وبين توجيه ضربة لقافلة تعبر الحدود باتجاه لبنان»، مشيرة إلى أن الحالة الأولى قد تستدعي حرباً ومعركة مؤلمة، وهو ما لا تريده إسرائيل. أما في الحالة الثانية، فيمكن تحمّلها، وخاصة إذا قررت الدولة العبرية عدم التباهي بالضربة وقررت الصمت، فحينها يمكن أعداءها أن يبلعوا المهانة، ولا يبادروا إلى رد.
وكانت إسرائيل قد قدّمت شكوى إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وإلى مجلس الأمن عبّرت فيها عن احتجاجها لدخول قوات عسكرية سورية إلى المنطقة المنزوعة السلاح.