إسطنبول | يصل وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إلى أربيل اليوم، في زيارة مهمة ستحدد ملامح المرحلة المقبلة في السياسة التركية الخاصة بسوريا والقضية الكردية، ولا سيما بعد تهديدات الأخير بإقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية وبالردّ على أي عمل عدواني سوري بالأسلحة الكيميائية ضدّ اللاجئين السوريين، بحيث تستمر الحشود التركية العسكرية بالتوافد على طول الحدود التركية مع سوريا، وهي بطول 900 كيلومتر تقريباً. وأعلنت مصادر دبلوماسية تركية أن داوود أوغلو سيعبّر لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني عن قلقه من تصريحات الأخير الأسبوع الماضي حول أن الإقليم درّب المئات من أكراد سوريا بعدما جمع القيادات الكردية السورية في أربيل، ودعاها إلى توحيد قواها، واعداً إياها بتقديم كافة أنواع الدعم والمساعدة لها.
وتوقعت المصادر أن يجتمع داوود أوغلو مع بعض القيادات الكردية السورية في أربيل، وأن يطلب منها التهرّب من أي عمل استفزازي ضد تركيا، بعد المعلومات التي تحدثت عن سيطرة الأكراد السوريين من أنصار حزب العمال الكردستاني التركي وأتباعه على جميع المدن والبلدات والقرى الكردية السورية المتاخمة للحدود مع تركيا.
وكان الوزير التركي قد حذّر من أنّ أنقرة «لا ولن تتردّد في الردّ على أي عمل استفزازي كردي من الجانب السوري». ورأى أن ذلك سيكون في مقدمة المبررات التركية لإقامة حزام أمني تركي داخل الأراضي السورية، من دون أن يهمل الإشارة إلى حق الأكراد في التمثيل الديموقراطي داخل النظام الجديد في سوريا بعد سقوط بشار الأسد.
وفي السياق، أكّد مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة البرزاني، هيمن هورامي، أن قوات كردية دربت أكراداً سوريين في مخيمات إقليم كردستان العراق لملء أي فراغ أمني بعد سقوط النظام السوري. وقال: «الشباب الكرد السوريون عددهم قليل جداً ودُرِّبوا تدريبات بدائية في مخيمات الإقليم». وأضاف أن هذه التدريبات التي تلقاها الأكراد السوريون على أيدي قوات كردية تهدف إلى «ملء أي فراغ أمني بعد سقوط النظام السوري».
وأوضح هورامي: «نحن في الحزب الديموقراطي الكردستاني نهتم بالشأن السوري بسبب وجود أكثر من مليوني كردي في سوريا». وأكد: «نحن في الحزب الديموقراطي وحكومة الإقليم لن نتدخل في الشأن السوري، ولن نفرض أي صيغة سياسية حول كيف يجب أن يكون وضع الأكراد في سوريا، لكن ساندنا توحيد الصف الكردي في سوريا ليكون داعماً أساسياً للمعارضة السورية ويكون داعماً أساسياً للتغيير الإيجابي في سوريا».
بدوره، قال رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سوريا والعضو في الهيئة العليا الكردية، صالح مسلم، إن التدريبات التي تلقاها الأكراد في كردستان العراق «كانت بهدف الحماية»، لكنه تحفظ على فكرة السماح لهم بدخول سوريا مجدداً. وأوضح «نحن نقدر هذا، ولكن إذا كان هؤلاء يريدون الاندماج في أي مؤسسة في غرب كردستان، فإنهم بحاجة إلى تدبير معين، لكن من يريد العودة إلى بيته هو مرحب به، ولكن ليس كمسلح».
كذلك أكّد رئيس الحزب الديموقراطي الكردي، عضو المجلس الوطني الكردي السوري، عبد الحكيم بشار، أنه «في الوقت الحالي لا قرار سياسياً بإعادة الأكراد المنشقين من الجيش السوري». وأضاف: «هم استكملوا تدريبهم وعملهم، ليس من أجل القتال، لكن من أجل حماية المناطق الاستراتيجية بعد سقوط النظام».
وتأتي هذه التصريحات في وقت من المرتقب أن يزور فيه رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا، وهو كردي الأصل، أربيل لإقناع الهيئة العليا الكردية بالانضمام إلى المجلس المعارض، بحسب ما أكدت مصادر في المعارضة السورية. ويتوقع أن يلتقي سيدا قيادات كردية سورية ليدعوها إلى التعاون مع أنقرة.
وتتكون الهيئة العليا الكردية المعارضة للرئيس السوري من المجلس الوطني الكردي الذي يشمل مجموعة أحزاب كردية سورية ومجلس الشعب لغرب كردستان الذي يضم بدوره مجموعة أحزاب. وتستضيف أربيل حالياً محادثات بين هذه القوى تتناول أوضاع الأكراد في سوريا.
وتكتسب هذه التطورات أهمية إضافية بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، وذلك بعد خيبة أمل أنقرة من مواقف العواصم الغربية في موضوع التدخل العسكري المباشر في حلب. وقالت مصادر حكومية إن أردوغان قد طلب من أوباما دعماً مباشراً للمخططات التركية الخاصة بالتدخل المباشر في سوريا أو من خلال زيادة المساعدات العسكرية، أو تزويد الجيش السوري الحر بالأسلحة المتطورة، أو من خلال إقامة حزام أمني عازل داخل الأراضي السورية مع توافد موجة جديدة من اللاجئين السوريين.
في غضون ذلك، تتواصل عمليات الجيش التركي في مدينة شامنديلي القريبة من الحدود التركية مع العراق. وقد منعت سلطات الأمن أعضاء البرلمان عن حزب السلام والديموقراطية، وهو الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني المحظور، من دخول المنطقة بحجة الاشتباكات العنيفة المستمرة منذ أسبوع بين المسلحين الأكراد وقوات الجيش والأمن التركي. وتقصف عشرات الطائرات الجبال مستهدفةً عناصر حزب العمال الكردستاني.
وكانت تركيا قد اشترت من إسرائيل وأميركا طائرات تجسس من دون طيار لرصد مواقع المسلحين الأكراد في المنطقة وعلى طول الحدود التركية مع العراق وفي شمال العراق. وكانت أنباء قد أشارت إلى استخدام الطائرات المذكورة فوق الحدود التركية السورية لمراقبة تحركات الجيش السوري وإبلاغ مسلّحي الجيش الحرّ بهذه التحركات مسبقاً.



استقالة القنصل السوري في أرمينيا

استقال القنصل السوري في أرمينيا محمد حسام حافظ «احتجاجاً على القمع الذي يمارسه النظام في سوريا، وتوجه إلى دبي»، كما أعلن مصدر في وزارة الخارجية الأرمينية، يوم أمس. وأوضح هذا المصدر أن حافظ «استقال وانضم، إلى المعارضة، وتوجّه إلى دبي».
وكانت وزارة الخارجية الأرمينية قد نقلت، أول من أمس، عن مذكرة دبلوماسية لسفارة سوريا في يريفان أن حافظ «غادر منصبه» من دون مزيد من التفاصيل.
(أ ف ب)

الجزائر تقيم مركز إيواء للاجئين السوريين


أفادت مصادر رسمية جزائرية بأن مركز إيواء في سيدي فرج، غرب الجزائر قد أُقيم للاجئين السوريين، في موازاة درس تدابير أخرى خلال اجتماع وزاري عقد أمس. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مصدر في وزارة الداخلية قوله إن الاجتماع هدف إلى «دراسة وإقرار توصيات المجموعة الوزارية التي أُنشئت لإيجاد حلول إنسانية ملائمة لوضعية اللاجئين السوريين». وأوضحت الداخلية أن «كل ولاية ستتكفل في المرحلة الأولى بالتعاون مع الأمن الوطني، والهلال الأحمر الجزائري، بكل الأشخاص من دون مأوى وتوفر لهم إقامة لائقة والمواد الغذائية اللازمة».
ووفق الداخلية الجزائرية، فإن 12 ألف سوري فروا من أعمال العنف في بلادهم، ووصلوا منذ شهر إلى الجزائر، التي يستطيعون دخولها من دون تأشيرة.
(أ ف ب)

شركة الطيران السورية توقف رحلاتها نحو أوروبا


بدأت شركة الطيران السورية هذا الأسبوع وقف رحلاتها المتجهة نحو أوروبا، تدريجاً، نتيجة حزمة العقوبات الأخيرة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا. وأفاد مسؤول في الشركة بأنّ «الشركة بدأت تدريجاً هذا الأسبوع وقف رحلاتها المتجهة إلى دول الاتحاد الأوروبي، لأن هذه الدول منعت الطائرات التابعة للشركة من الهبوط في مطاراتها بموجب حزمة العقوبات الأخيرة».
(أ ف ب)