دعت روسيا، أمس، الى إيجاد خلف لمبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي أنان، الذي أعلن استقالته أول من أمس. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «أنّ الحفاظ على وجود للأمم المتحدة في البلاد يكتسب أهمية خاصة في الوضع الراهن». وأكدت أنّ الأهم في هذه المرحلة هو «عدم السماح بحصول تراخ في الجهود الدولية لحلّ الأزمة في سوريا». وفي السياق، قدّم كوفي أنان نصيحة حول كيفية إنقاذ سوريا، في مقال نشرته صحيفة «فايننشال تايمز» أمس. وقال «إن الوسائل العسكرية وحدها لن تحلّ الأزمة، وكذلك أي أجندة سياسية ليست شاملة وواسعة، لأن توزيع القوة والانقسامات في المجتمع السوري كبيرة، وبشكل يجعل الحلّ الوحيد لإنهاء حكم قمعي من الماضي، وتجنب الانزلاق إلى حرب طائفية في المستقبل هو التحوّل السياسي عن طريق التفاوض بصورة جدية». واعترف أنان بأن العملية السياسية «صعبة إن لم تكن مستحيلة لأن جميع الأطراف داخل سوريا وخارجها تنتظر الفرصة لتحقيق مصالحها الضيقة بالوسائل العسكرية». ونصح أنان روسيا والصين وإيران بـ«بذل جهود متضافرة لإقناع القيادة السورية بتغيير المسار، وتبني التحول السياسي». كما نصح الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والسعودية وقطر بـ«الضغط على المعارضة السورية لاحتضان عملية سياسية شاملة وكاملة تشمل الكيانات والمؤسسات المرتبطة حالياً بالحكومة».
إلى ذلك، اتهم وزیر الخارجیة الإيرانية علي أكبر صالحي الدول الغربية وبعض دول المنطقة بوضع العراقيل لإفشال خطة كوفي أنان، محذّراً خَلَفه المحتمل من أن مجاراته الغرب في مواقفه ستوصله الی طریق مسدود منذ البدایة. في المقابل، أصدرت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، بياناً قالت فيه إنها اتصلت بأنان وشكرته باسم الولايات المتحدة على عمله. وأكدت أنّ أنان عمل من دون كلل للتوصل إلى اتفاق في المجتمع الدولي، ووقف إراقة الدماء وقيام حكومة تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري. لكنها قالت «للأسف، منع مجلس الأمن من إعطائه الأدوات الأساسية لدفع جهوده». كما توجهت إلى الشعب السوري قائلة إن «الولايات المتحدة مستمرة في الوقوف معكم، ونحن ما زلنا ملتزمين بانتقال سياسي فعّال وسريع، كما كان مطروحاً بموجب خطة أنان». من جهته، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، هونغ لي، إنّ «الصين تعبّر عن أسفها لاستقالة أنان». وأضاف إنّ «الصين تدعم الأمم المتحدة لتلعب دوراً مهماً في حل المسألة السورية بطريقة مناسبة».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)