استكمل الجيش السوري النظامي حشوده حول مدينة حلب، وبات جاهزاً بانتظار الأوامر لشنّ الهجوم الحاسم للسيطرة على أحياء المدينة المتمردة، بحسب ما أفاد مصدر أمني سوري. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنّ «كل التعزيزات وصلت وهي تحيط بالمدينة»، لافتاً الى أنّ «الجيش بات جاهزاً لشنّ الهجوم، لكنه ينتظر الأوامر». وأشار الى أنّه «يبدو أنّ هذه الحرب ستكون طويلة»، عازياً السبب الى أنّ الهجوم الذي ستشنّه قوات النظام في المدينة «سيشهد حرب شوارع من أجل القضاء على الإرهابيين». وأفاد مسؤول أمني في دمشق، أول من أمس، بأنّ «معركة حلب لم تبدأ، وما يجري حالياً ليس إلا المقبلات».
وأضاف «الطبق الرئيسي سيأتي لاحقاً». وأوضح المسؤول أنّ التعزيزات العسكرية ما زالت تصل، مؤكداً وجود 20 ألف جندي على الأقل على الأرض. وقال «الطرف الآخر كذلك يرسل تعزيزات».
وفي السياق، قصفت القوات النظامية السورية، أمس، حي صلاح الدين الذي يتحصن فيه المقاتلون المعارضون في حلب، في حين تتواصل المعارك في أحياء أخرى من المدينة التي يسعى الطرفان للسيطرة عليها، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأشار المرصد، في بيان، إلى «اشتباكات عنيفة دارت في منطقة السيد علي»، وأضاف «منطقة القصر العدلي في حلب القديمة تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، حيث تسمع أصوات انفجارات في أحياء يسيطر عليها مقاتلون معارضون».
من جهتها، نقلت صحيفة «الوطن» السورية، أمس، عن «مصادر مطّلعة داخل مدينة حلب» قولها إنّ «معركة الجيش لم تبدأ بعد، وأنّ مهمته حالياً تنحصر في توجيه ضربات موجعة للإرهابيين وأوكارهم ومحاصرة المدينة من جميع جهاتها منعاً لهروب أي من الإرهابيين». وأوضح أنّ «الأهالي، خصوصاً المنحدرين من أصول عشائرية في بعض الأحياء الشعبية شرق المدينة، دخلوا على خط المقاومة الشعبية في وجه المسلحين الذين ارتكبوا مجزرة بحق وجهاء منهم في اللجان الشعبية»، معتبراً أن ذلك «قد يحسّن ويغيّر في مجريات المعركة التي يستعد الجيش لخوضها».
وفي دمشق، أشار المرصد إلى أن القوات النظامية نفذت حملة دهم في حي القابون، صباح أمس، أدّت إلى اعتقال عدد من المواطنين. وأضاف أن منطقة ركن الدين شهدت نشر القوات النظامية حواجز أسمنتية، وذلك بعد الاشتباكات التي دارت، أول من أمس، في أحياء ركن الدين والصالحية والمهاجرين.
وفي محافظة ريف دمشق، قتل مدني بسبب القصف على زملكا، بحسب المرصد الذي لفت الى اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في بلدة كفربطنا، ترافق مع قصف أدى إلى تهدم في سبعة منازل. وفي محافظة إدلب، تعرضت بلدات وقرى حنتوتين، وكفر سجنة، والركايا، ومدايا، ومعر دبسة، لـ«قصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية، ما أدى إلى مقتل مدني في بلدة كفر سجنة».
وأفاد مصدر رسمي لوكالة الأنباء السورية «سانا» عن «انفجار مستودع للأسلحة تستخدمه المجموعات الإرهابية المسلحة، قرب جامع الفتح بحي جورة الشياح، يحتوي ذخيرة وعبوات ناسفة، وأدى انفجاره إلى مقتل وإصابة عشرات الإرهابيين وتضرر في بعض الأبنية المجاورة. وأضاف المصدر أن «الجهات المختصة تصدّت لمجموعات إرهابية مسلحة حاولت الاعتداء على قوات حفظ النظام في مدينة القصير بريف حمص.
من ناحيته، اتهم مسؤول في المعارضة السورية، أمس، جماعة «جند الله» المتطرفة بالمسؤولية عن مقتل الأشخاص الذين وجدت جثثهم في بلدة يلدا المجاورة لحي التضامن الدمشقي، يوم السبت. وأوضح المعارض أن هناك «العديد من المجموعات الدينية المتطرفة في سوريا مثل «جند الله» تنفّذ أجندتها الدينية المتطرفة، تحت مسمّى الجيش السوري الحر من دون أن يكون لها أي علاقة تنظيمية به».
من جهة أخرى، كشفت صحيفة «ميل أون صندي»، أمس، أن بريطانيا تُزوّد من وصفتهم بالمتمردين السوريين أحدث هواتف الأقمار الاصطناعية. وقالت الصحيفة إن توفير أحدث جيل من الهواتف النقالة، المقاومة للماء والصدمات والغبار والمصممة للعمل في بيئات صعبة، والذي تستخدمه وزارة الدفاع البريطانية، هو جزء من مهمة وزارة الخارجية البريطانية لتحويل الميليشيات المسلحة السورية إلى ائتلاف قادر على حكم البلاد. وأضافت أن مصادر في الحكومة البريطانية أكدت أيضاً أن وزارة الخارجية البريطانية «تدرّب قادة المعارضة السورية على مهارات التفاوض والاستقرار، وتقدم لهم المشورة بشأن كيفية التعامل مع الشعب السوري والجمهور الدولي». وأشارت الصحيفة إلى أن المهمة تعقّدت جراء توسع نطاق الصراع إلى جميع المدن السورية الكبرى.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن خبراء عسكريين، إن وجود مسؤولي وزارة الخارجية البريطانية وتوفير التدريب والمعدات للمعارضة «يرجّحان احتمال أن تكون القوات الخاصة البريطانية تنشط داخل سوريا». وتحدثت عن وحدات من القوات الخاصة البريطانية «يُعتقد أنها تتسلل إلى سوريا من قواعد لها في الأردن».
في سياق آخر، اتهم المجلس الوطني السوري القوات النظامية السورية بقصف المباني الحكومية، وبعضها ذو قيمة تاريخية وأثرية في مدينة حلب، معتبراً أنّ ما تقوم به هذه القوات يشبه «تصرّف المحتلين والغزاة». وطالب المجتمع الدولي ودول الجوار بـ«التعامل بجدية مع تهديد النظام لوجود سوريا والأمن والسلام الدوليين» من خلال «تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه».
إلى ذلك، قال تلفزيون العربية إن ضابطاً كبيراً في الاستخبارات السورية انشق وهرب الى الأردن. وأوضحت القناة الإخبارية أن العقيد يعرب الشرع كان رئيس فرع الأمن السياسي في دمشق.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)