قال وزير الامن الاسرائيلي، موشيه يعلون، إن إسرائيل لم تعد تتخذ موقفاً علنياً بشأن الساحة السورية واحتمالات بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، مشيراً إلى أنّ إسرائيل لن تتحدث عن مصالحها في هذا البلد، في ظل الاهداف المتناقضة للولايات المتحدة وروسيا، اللتين تتدخلان في «الحرب الأهلية السورية».
وقال يعلون في كلمة ألقاها أمس، في مؤتمر الكيبوتسات في مستوطنة معاليه هاميشا بالقرب من القدس المحتلة: «رداً على سؤال ما هي سياستنا في سوريا؟ أجيب بأننا لا نتدخل. لدينا رأي في ما يتعلق بما نودّ أن يحدث هناك. لكن لأسباب ذات حساسية، لسنا في موقف ولا في وضع يسمح بأن نقول إننا نؤيد الاسد أو إننا ضده».
وحول المحادثات في فيينا التي جمعت الكثير من الدول الرئيسية ذات الصلة بالحرب في سوريا، قال يعلون إنّ «الروس يؤيدون (الأسد) والاميركيين ضده والاتراك ضده والسعوديين ضده والايرانيين يؤيدونه»، أما لجهة موقف إسرائيل «فلسنا على هذا المستوى، فنحن نتعامل مع مصالحنا الخاصة».
وقال إن إسرائيل لم تسّلح أي طرف في سوريا، «فنحن لا نقدم أسلحة، بل مساعدات إنسانية بشرطين، هما عدم السماح للجهاديين بالوصول الى الحدود في الجولان، وعدم الإضرار بالدروز الذين يمثلون قضية حساسة بالنسبة إلينا. وهذه الاتفاقات المؤقتة ناجحة، وتقوم على أساس المصالح المشتركة» بين إسرائيل والجماعات المسلحة في سوريا. وأضاف أنّ المساعدات الانسانية المقدمة الى السوريين «تتعلق بتوفير احتياجات القرويين هناك من بطانيات وأدوية ووقود، وأي مساعدات إنسانية إضافية مطلوبة».
وشدد على «الخطوط الاسرائيلية الحمراء» بالنسبة إلى الساحة السورية، لافتاً إلى أنّ «إسرائيل ستسدّد ضربة ولن تتسامح مع أي جهة تستخدم المدفعية ضد الاسرائيليين، أو تنقل أسلحة إلى تنظيم إرهابي، سواء أسلحة تقليدية أو غير تقليدية».
الى ذلك، حذرت صحيفة «إسرائيل اليوم»، التي تعدّ مقرّبة جداً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، من التدخل الروسي المتزايد في سوريا، الذي يظهر تصميم موسكو على تحقيق أهدافها مهما كان الثمن، وفي مقدمة هذه الاهداف ضمان بقاء الرئيس السوري بشار الاسد. وبحسب الصحيفة، الروس يصرّون على هذه النتيجة، ولذلك يستخدمون القوة ومزيداً من القوة، «وهم يرسلون رسالة تأكيد بأنهم ينوون الذهاب حتى النهاية من أجل بشار (الأسد) حتى لو كان الثمن احتكاكاً ممكناً في الجنوب السوري، مع الاردن ومع إسرائيل».
ورغم إقرار الصحيفة بأن هزيمة الروس في سوريا هي مسألة نظرية، لكن لا يمكن استبعادها. وقالت إن ذلك يشكّل مشكلة، لأنه في المقابل خسارة الروس لا تعني أن الاميركيين سيكونون هم المنتصرين، بل الجهاديون الراديكاليون، تماماً كما حدث في أفغانستان بعد هزيمة الروس فيها.
وفي تعليق على لقاءات فيينا، أشارت الصحيفة الى أن تأثير إسرائيل محدود في ما يتعلق بالحل السياسي الذي يمكن أن ينتج من مساعي القوى العظمى حول الاسد، «لكنّ اتفاقاً يثبّت استقرار سوريا بشار الأسد كدولة تحت تأثير إيران وحزب الله، وبمباركة من واشنطن، مسألة تُلزم إسرائيل بالقيام بالاستعداد المناسب» لمواجهة ذلك.