يبدو أن جيش الاحتلال الاسرائيلي كان في حالة استعداد عملاني لمواجهة المجموعة التي حاولت اقتحام اسرائيل أول من امس، بعد المجزرة التي ارتكبوها بحق الجنود المصريين، فقد أوضحت صحيفة «معاريف» أنهم في المؤسسة الأمنية يأملون أن الإنذار الدقيق، الذي استطاع جهاز الأمن العام (الشاباك) توفيره لإحباط عملية معبر كرم ابو سالم، قد يشكّل نقطة تحول في الموضوع الاستخباري في مواجهة العمليات التي تنطلق من صحراء سيناء.
وأضافت الصحيفة أنّ هذه المعلومات سُلِّمت للجيش يوم الجمعة الماضي، وأنه قيل في حينه إن العملية ستُنفّذ على المعبر، وفي أعقاب ذلك رُفع مستوى الجاهزية لدى الجيش إلى مرحلة الذروة، وصولاً إلى أن قائد المنطقة الجنوبية اللواء طال روسو، أشرف بنفسه على القوات في القاعدة القريبة من معبر أبو سالم.
في المقابل، نقلت الصحيفة، عن مصادر في الجيش قولها إنه لم يكن هناك إنذارات موضعية محددة حول أبو سالم، بل إنذار عام غير مركز. لكن مع ذلك، أكدت المصادر نفسها أن وجود هذا الانذار سمح لهم بالاستعداد في المنطقة كما ينبغي، وأثنت على التعاون بين الجيش والاستخبارات العسكرية والشاباك، الذي تحسن جداً منذ الحادثة التي أدت في السنة الماضية إلى مقتل 8 اسرائيليين.
بدورها، شددت صحيفة «يديعوت احرونوت» على ان المعلومات الاستخبارية الاسرائيلية والرد الميداني السريع، منعا تنفيذ عملية ذات تخطيط عال وجرأة كبيرة جداً. وفيما أكدت الصحيفة أيضاً حصول الشاباك على معلومات أولية عن العملية منذ الجمعة، وأن الجيش رفع مستوى استعداداته بناءً على ذلك، لفتت الى ان رئيس شعبة التخطيط في الجيش اللواء نمرود شيفر، زار مصر مرتين منذ انتخاب مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي رئيساً للجمهورية، وأن الزيارة الأخيرة كانت قبل نحو اسبوعين حيث جرى خلالها التركيز على ضرورة زيادة التعاون الأمني بين الدولتين.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «معاريف» أن المؤسسة الأمنية تتخوف في الوقت الحالي من احتمال شن عمليات مسلحة من سيناء على طائرات إسرائيل أو سفنها في البحر الأحمر .
بدوره، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية، ليئور بن دور، لوكالة «يونايتد برس انترناشونال»، اتهام الاخوان المسلمين في مصر وحركة حماس في قطاع غزة، الموساد الاسرائيلي بالمسؤولية عن هجوم سيناء الذي ادى الى مقتل 16 شرطياً مصرياً، بأنه «خزعبلات على ما يبدو... بهدف زعزعة الاستقرار ودق الأسافين بين مصر واسرائيل».
والتزاماً بالنهج التوظيفي الذي رسمته القيادة السياسية الاسرائيلية، دعا دور «جيراننا الى التغلب على الخلافات السياسية ووضع هدف واحد نصب أعيننا، هو مكافحة العنف، وأن نعزز ونكثف التنسيق الأمني والاستراتيجي لكي نحقق هذا الهدف»، مضيفاً أن «التغلب على الوضع الأمني المتدهور في سيناء هو مصلحة مصرية أولاً، وأحد الأسباب هو رغبتها في إنعاش السياحة، ولا أخفي أن هناك مصلحة إسرائيلية أيضاً تتمثل بالحفاظ على حدود هادئة وآمنة».
من جهة أخرى، رأت محافل أمنية رفيعة المستوى في اسرائيل، أنه «اذا كان احد ما يتوقع في أعقاب هذه الصدمة أن الجيش المصري سيعمل على تنفيذ «سور واقٍ» في سيناء، فإنه يعيشه في الوهم» رغم أنه أقر بأنه «سيكون هناك نشاط، لكن لن يحصل أي شيء يشبه العلاج الجذري».
في موازاة ذلك، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مسؤولين عسكريين اسرائيليين قولهم ان اسرائيل ستدرس أي طلب تتقدم به مصر لنشر المزيد من القوات العسكرية في سيناء، بهدف استعادة السيطرة على شبه الجزيرة واجتثاث البنية التحتية لتنظيم الجهاد العالمي.