أكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، أمس، أن قادة الدولة العبرية أمام قرارات صعبة، مشيراً الى انهم لم يتخذوا قراراً بعد في ما يتعلق بمهاجمة ايران بسبب برنامجها النووي. في الوقت نفسه، قال باراك إن الرئيس الأميركي باراك اوباما، تلقى أخيراً تقريراً استخبارياً يجعل التقديرات الأميركية والاسرائيلية، قريبة جداً من بعضها البعض، ويجعل معالجة الموضوع الإيراني أكثر الحاحاً، على خلفية إحراز الجمهورية الإسلامية «تقدماً كبيراً ومفاجئاً في اكتساب قدرات نووية».
وأضاف وزير الدفاع الاسرائيلي، خلال مقابلة مع الاذاعة الإسرائيلية، أنه «قد يكون مطلوباً من اسرائيل اتخاذ قرارات في ما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني»، مؤكداً أننا «نقصد ما نقول بأن كل الخيارات تبقى على الطاولة». لكنه أوضح بأنه «لحد الآن لم نتخذ قراراً، وندرك أيضاً أنه ليس لدينا متسع من الوقت لاتخاذ قرار»، لافتاً الى ان قادة اسرائيل «يفهمون خطورة الوضع، ويدركون بأنهم أمام قرارات صعبة.. وسنصغي لكل التقديرات وكل الأمور، وعندما نضطر لاتخاذ القرارات في هذا الموضوع سنتخذها وستطرح القرارات بطبيعة الحال امام الحكومة».
وكانت صحيفة «هآرتس» قد نشرت تقريراً مفاده أن التقدير الاستخباري الأميركي، الذي كان من المفترض أن يقدَّم أمام الرئيس الاميركي، قبل عدة أسابيع، يشير الى أن ايران حقّقت تقدماً أكثر مما هو مقدر في تطوير العناصر العسكرية لبرنامجها النووي. ولفتت «هآرتس» الى أن أهمية هذا التقرير تنبع من كونه الوثيقة الاستخبارية الأهم التي تقدمها أجهزة الاستخبارات الأميركية الى الرئيس وصنّاع القرارات رفيعي المستوى، ويتم بلورته من قبل طاقم يمثل كافة وكالات الأجهزة الاستخبارية برئاسة مدير الاستخبارات القومية، جيمس كلافر، ويمثل مواقف الوكالات الاستخبارية الأميركية.
في سياق متصل، نفى باراك للاذاعة الاسرائيلية ان يكون قد تلقى رسالة من الأميركيين مفادها بأن السعودية ستعترض أي طائرة حربية اسرائيلية تخترق مجالها الجوي في طريقها لمهاجمة ايران، في حين ترى محافل اسرائيلية رفيعة المستوى ان الرسالة السعودية هي جزء من منظومة الضغوط التي يمارسها الأميركيون في محاولة لمنع اسرائيل من الهجوم بشكل منفرد على المنشآت النووية الايرانية، ومن دون تنسيق مع الولايات المتحدة.
وأتى نفي باراك بعد تقرير لصحيفة «يديعوت احرونوت» أشارت فيه الى ان الرياض أبلغت تل أبيب عبر مسؤولين أميركيين انها ستعترض أي طائرة اسرائيلية تعبر مجالها الجوي في طريقها الى ايران.
إلى ذلك، رأى السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن، الرئيس الحالي للوكالة اليهودية والهستدروت الصهيوني العالمي، سالي مريدور، انه بعد اعلان الرئيس الاميركي وزيارة مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني، ومجيء وزير الدفاع ليون بانيتا الى المنطقة، واستعداد الجيش الاميركي لعملية عسكرية، لم يعد احتمال استخدام الولايات المتحدة لجيشها في مواجهة إيران ضئيلاً.
في المقابل، أكد مريدور ايضاً، ان هناك احتمالاً بأن تقرر الولايات المتحدة عدم خوض الحرب، حتى لو كان الثمن تحول ايران الى دولة نووية، من دون ان يكون لذلك علاقة بمستوى تحصين المشروع النووي الايراني.
في موازاة ذلك، رأى القائد السابق لسلاح الجو الاسرائيلي، اللواء احتياط ايتان بن الياهو، ان الاكتفاء بتأجيل البرنامج النووي هو خطأ، معتبراً ان التعاون العسكري مع الأصدقاء ليس خياراً، انما هو شرط ضروري، لافتا الى انها المرة الأولى التي تواجه فيها اسرائيل تحدياً سياسياً وعسكرياً بعيداً جداً عن حدودها.