جرت اشتباكات «كرّ وفر»، أمس، في بعض أجزاء منّ حي صلاح الدين في حلب، بحسب قائد ميداني من «الجيش الحر» في المدينة. وقال قائد «كتيبة درع الشهباء»، النقيب حسام ابو محمد، إنّ «نصف أجزاء حي صلاح الدين، وتحديداً شارع الشرعية، تشهد عمليات كر وفر بيننا (الجيش الحر) والجيش النظامي». ولفت الى أن «الجيش الحر» والجيش النظامي «يعتمدان تثبيت المواقع التي يسيطرون عليها وارسال مجموعات اختراق»، مضيفاً «نواصل القتال في قطاعات في صلاح الدين لاننا لن نتخلى عن هذا الحي». ولفت الى أن «الجيش الحر ينتشر ويعزز قواته على طول محور جديد حول صلاح الدين، يمتدّ من دوّار الكرة الارضية - المشهد - العامرية - الراموسة بطول بين 3 الى 3,5 كيلومترات». وأضاف إنه «لا محاولات تقدم»، أمس، من قبل الجيش النظامي «لكن هناك قصف بالطيران والمدفعية، وطائرة استطلاع تجوب سماء المنطقة». في المقابل، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» أنّ «قواتنا المسلحة واصلت ملاحقة فلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي روّعت المواطنين واعتدت على الممتلكات العامة والخاصة في معظم مناطق مدينة حلب، وكبدتها العشرات من القتلى والجرحى، وطهّرت دوار اقيول، ودوار قاضي عسكر»، كما أوردت «سانا» أن « الأجهزة الأمنية السورية تصدّت لهجوم شنّته مجموعات مسلّحة على مطار حلب الدولي شمال البلاد، وقتلت العشرات من المسلّحين في عدد من المحافظات ودمّرت عدداً من مراكزهم».
ونقلت «سانا» عن مصدر رسمي قوله إن «قواتنا المسلّحة تصدت لمحاولة إرهابيين مرتزقة الهجوم على مطار حلب الدولي، كما قضت على مسلّحين تحصّنوا في مدرسة بحي هنانو». وأضاف المصدر «لاحقت قواتنا المسلحة مجموعات إرهابية كانت تقوم بأعمال القتل والخطف والتخريب في حيّي الإذاعة وسيف الدولة بمدينة حلب، وكبّدتها خسائر كبيرة». وذكر المصدر أنه «خلال عملية الملاحقة نفذت الجهات المختصة عملية نوعية أدّت إلى تحرير 10 مخطوفين من عناصر قوات حفظ النظام، كانت قد اختطفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة في أوقات سابقة».
وفي السياق، قالت «سانا» إن الجهات المختصة في حمص أحبطت محاولات تسلل مجموعات إرهابية مسلّحة من الأراضي اللبنانية، حاولت التسلل من مواقع العريضة والغيضة والبهلونية على دراجات نارية وراجلة، وأوقعت إصابات مباشرة في صفوفها.
في موازاة ذلك، شهد سوريا تظاهرات في «جمعة سلحونا بمضادات الطائرات». ولفت «المرصد السوري لحقوق الانسان» الى أنه في مدينة حلب «استشهد شاب متأثراً بجراح اصيب بها اثر اطلاق الرصاص لتفريق تظاهرة في حي حلب الجديدة». وأضاف المرصد أن حيّي السبيل والفرقان في مدينة حلب شهدا خروج تظاهرات، بينما سجلت في ريف حلب تظاهرات نصرة للمدينة في كل من عفرين، والاتارب، وباتبو، وأبين.
وفي دمشق، خرجت تظاهرات عدة بعد صلاة الجمعة في برزة، بينما شهد ريف العاصمة تظاهرات في مدينتي دوما وحرستا وبلدات أخرى. وفي حماة، خرجت تظاهرات عدة في أحياء البياض والحميدية، فيما شهدت أحياء أخرى انتشاراً أمنياً كثيفاً، بحسب المرصد، الذي أشار الى انفجار عبوة ناسفة في حي النصر.
وفي ادلب، افاد المرصد أن مقاتلين معارضين سيطروا على «حاجز البلدية في بلدة كفرنبل، بعد اشتباكات عنيفة استمرت خمسة أيام»، مشيراً الى أنّ المقاتلين المعارضين «أسروا عدداً من جنود الحاجز بينهم ضابط». وحصدت اعمال العنف في سوريا، أمس، 16 قتيلاً، بينهم 11 مدنياً وستة من المقاتلين المعارضين، بحسب المرصد.
وفي سياق آخر، أعلنت بريطانيا تكثيف الاتصالات الدبلوماسية مع المعارضين السوريين، وتقديم مساعدة إضافية لهم. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، في مؤتمر صحافي، إن «شعب سوريا لا يستطيع الانتظار الى ما لا نهاية، الناس يموتون». وأضاف «في غياب أيّ تقدم على الصعيد الدبلوماسي، ستبذل بريطانيا مزيداً من الجهود، وسنطوّر دعمنا للشعب السوري والمعارضة السياسية السورية بخمسة ملايين جنيه اضافية من المساعدات المادية غير المميتة». وأوضح أن هذه المساعدة ستشمل «هواتف خلوية وللاتصال بالاقمار الاصطناعية، وأجهزة لاسلكي يمكن استخدامها لابلاغ المدنيين بالهجمات الوشيكة للنظام»، ومن أجل «التغلب على تعطيل الاتصالات من قبل النظام». وستشمل المساعدة أيضاً «تجهيزات لاغاثة المدنيين»، وخصوصاً «سترات واقية من الرصاص». ورأى أن تسليم المعارضة أسلحة ينطوي على مجازفة كبيرة، معبراً عن قلقه من «المعلومات عن فظائع ترتكبها المعارضة». وأضاف أنّ «هذا الامر لم يكن يوماً مطروحاً»، أي تسليم أسلحة الى الثورات العربية «حتى في ليبيا».
إلى ذلك، أعلنت الامم المتحدة، أمس، أنّ أعداداً متزايدة من المدنيين السوريين تفرّ من القتال، ولا سيّما في حلب، ليصل اجمالي عدد اللاجئين المسجلين في أربع دول مجاورة منذ بدء الصراع الى 150 الفاً تقريباً. وأضافت المنظمة الدولية إن الاجمالي يضمّ 50227 لاجئاً في تركيا، حيث وصل أكثر من ستة آلاف لاجء هذا الاسبوع.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)