تواصلت الاشتباكات في نواح متفرقة في سوريا. وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أنّ «الجهات المختصة تصدّت في حلب لمجموعات إرهابية مسلحة عند مدخل باب أنطاكيا، كانت تحاول الدخول إلى المدينة، وأوقعت في صفوفها عدداً كبيراً من القتلى والجرحى». وأضافت أن «الجهات المختصة نصبت كميناً لمجموعات إرهابية عند دوار أغيور في حلب، وأوقعت أفرادها الإرهابيين بين قتيل وجريح». من جهته، أفاد «المرصد السوري الحقوق الإنسان» عن تعرّض أحياء في مدينة حلب لقصف مصدره القوات النظامية. وأشار الى استمرار الاشتباكات في حيّ صلاح الدين، كما «تستمر العمليات العسكرية والمواجهات في عدد من المناطق السورية، لا سيما في ريف دمشق ودرعا». وقال المرصد، في بيان، «تتعرض أحياء الشعار، وطريق الباب، والصاخور، ومساكن هنانو، وبستان القصر لقصف من القوات النظامية السورية».
وفي ريف حلب، تعرضت بلدة حريتان للقصف من القوات النظامية، وقتل ضابط برتبة عقيد في منطقة السفيرة «إثر استهدافه من مقاتلين من الكتائب الثائرة»، بحسب المرصد.
أما في ريف دمشق، فقد أفاد المرصد عن «اشتباكات عنيفة» بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في مزارع بلدة خان الشيخ، في ظل استمرار «القصف على مدينة التلّ التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها» منذ أيام. وفي محافظة درعا، تستمر منذ يومين الاشتباكات في مدينة طفس بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية «التي تحاصر المدينة وتقصفها»، بحسب المرصد الذي أشار الى حالة نزوح بين الاهالي. وأفاد المرصد بمقتل ما لا يقل عن ستة عناصر من القوات النظامية إثر استهداف قافلة عسكرية قرب بلدة خربة غزالة، في درعا.
في موازاة ذلك، قال ناشطون معارضون إنّ ما لا يقلّ عن 11 شخصاً قتلوا إثر اشتباك عنيف في ضاحية التلّ في دمشق، أول من أمس، عندما شنّت القوات النظامية هجوماً بالمدرعات، في محاولة للسيطرة على المنطقة من مقاتلي المعارضة.
من ناحيته، قال رئيس «المجلس الوطني السوري»، عبد الباسط سيدا، «إنّ الولايات المتحدة أدركت أن عدم وجود منطقة حظر جوي للتصدي للسيادة الجوية لقوات (الرئيس بشار) الأسد عرقل تحركات المعارضة». ولفت إلى أنّ المعارضة السورية المسلحة «تحتاج إلى مناطق حظر جوي بحماية أجنبية، وملاذات آمنة قرب الحدود مع الأردن وتركيا».
من جهتها، نفت وزارة الداخلية العراقية، يوم أمس، أن تكون قد سمحت بتسهيل دخول مسلحين يدعمون النظام السوري الى الأراضي السورية. وقالت الداخلية العراقية، في بيان، إن «بعض وسائل الإعلام تناقلت تصريحات لقائد «الجيش السوري الحر»، والمتعلّقة بسماح وزارة الداخلية العراقية متمثلة بقيادة قوات حرس الحدود بتسهيل دخول مسلحين يدعمون نظام الرئيس السوري بشار الأسد عبر منفذ ربيعة العراقي». وأضاف البيان أنّ «هذه التصريحات غير مسؤولة، لأن الجميع يعلم أن المنفذ خاضع لرقابة مشددة، وهناك إشرافاً ورقابة دائمين، إضافة الى وجود الكثير من المواطنين ووسائل الإعلام، ومن يرد إدخال مسلحين الى سوريا لا يدخلهم من منفذ ربيعة لسهولة انكشاف ذلك».
ولفت البيان إلى أن «هذه المزاعم لا تعدو كونها تخرصات لا تصبّ في مصلحة الشعبين الشقيقين ومصالح علاقتهما المستقبلية، فضلاً عن أن العراق ما فتئ يدعو الى الحياد في الصراع الدائر في سوريا، وترك الأمر الى السوريين وحدهم ليقرروا مصيرهم بأنفسهم، لأن التدخّل سيلهب المنطقة بنار هائلة بسبب الاستقطابات الطائفية والتحريض المذهبي والسياسي». وتابع البيان أن «سياسة العراق المعلنة لا تتحمل التأويل، فهي واضحة كل الوضوح».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)