الجزائر | أثارت موجة اللاجئين السوريين في الجزائر في الشهور الأخيرة جدلاً قانونياً واسعاً. فكيف سيتمّ التعامل معهم وفي أي خانة يوصفون؟ هل هم لاجئون أم هم مجرّد زائرين مؤقتين، لفترة محددة، يطبّق عليهم القانون المعمول به بين البلدين؟ لقد أدّت سهولة الدخول الى الجزائر، لعدم اشتراط التأشيرة، إلى توافد أعداد كبيرة من العائلات السورية إلى مختلف مدن البلاد، من دون أن تكون الجهات المعنية قد جهزت الشروط الكافية لاستقبالهم، ما أدى الى اضطراب كبير في ظروف الاستقبال. وتدخلت السلطات، منذ أسبوع، على نطاق واسع لسحب العائلات من الشوارع ونقلها إلى مواقع جهزت خصيصاً لهم. ثمّ أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، عمار بلاني، أنّ حكومة بلاده درست الوضع وقررت «تمديد الإقامة للجميع آلياً نظراً إلى الظروف الاستثنائية التي تعيشها سوريا». كما استبعد، في الظرف الحالي على الأقل، منحهم صفة لاجئ سياسي. من جهته، ركز وزير الداخلية، دحو ولد قابلية، على ضرورة امتثال اللاجئين السوريين للقرار الذي اتخذته الحكومة بجمعهم في مخيمات، ودعاهم الى الكفّ عن الانتشار في الشوارع والساحات «لأن ذلك يعرقل السير العام بالمدن». وشدّد على ضرورة احترام القوانين، لافتاً إلى أنّ «السلطات ستتخذ الإجراءات اللازمة لفرض احترام القانون». وجدّد التزام الدولة بتحمل مسؤولياتها في «إيوائهم وضمان أمنهم، وتوفير شروط النظافة والصحة في المخيمات والتعليم للأطفال».
إلى ذلك، رفضت مجموعة من اللاجئين، وخاصة في العاصمة، البقاء في مخيّم على شاطئ البحر، قرب بلدة زرالدة الساحلية. وهو مخيم يستقبل، عادة، مخيّمات صيفية للأطفال والشباب، بدعوى عدم توفر الشروط الضرورية للحياة، وآثَر كثر العودة الى ساحات المدينة. وسألت «الأخبار» عدداً من الحقوقيين في شأن إقامة السوريين، فكان الإجماع على أن «اللاجئ لا يختار إقامته، وإنما الدولة المضيفة هي التي تختار له الإقامة، وفقاً للقانون وضمان ظروف الأمن. ففي المطلق، اللاجئ السياسي مستهدف من الجهة التي جعلت منه لاجئاً، لذا فهو يحاط بعناية أمنية مشددة تحتاج الى تدابير ربما هو لا يدركها». وعلى خلاف الاتجاه الرسمي، دعا رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، المحامي الشهير حسين زهوان، الدولة إلى اعتبار كل من دخلوا الجزائر «هاربين من جحيم الحرب، ولاجئين سياسيين». ورأى أنّ «أيّ شخص أجبر على مغادرة بلده لأسباب سياسية أو لظروف متصلة بحرب، يجب أن يستفيد من صفة لاجئ حين يحلّ بأرض أجنبية».