المنامة ــ الأخبار قضت محكمة بحرينية، أمس، بسجن الناشط والمدافع عن حقوق الانسان نبيل رجب 3 سنوات لمشاركته بتظاهرات غير مرخصة. وقال المحامي محمد الجشي، إن «المحكمة قضت بسجن نبيل رجب 3 سنوات لمشاركته بتظاهرات غير مرخصة»، مشيراً الى أن رجب أُدين بثلاث قضايا تتعلق بالتظاهر غير المرخص، وحصل على عقوبة بالسجن عاماً واحداً عن كل منها. وأكّد أن الدفاع سيستأنف الحكم.
وتجدر الاشارة الى أن الحكم جاء مع النفاذ، وبالتالي لا يمكن إخراج رجب من السجن بكفالة ريثما يتم الحكم بالاستئناف. ووفقاً لمحامين، يقضي رجب (48 عاماً) حالياً فترة عقوبة تبلغ 3 أشهر عن تهمة سب أهالي مدينة المحرق ذات الاغلبية السنية عبر حسابه الشخصي على «تويتر». وقالوا إن رجب حضر جلسة المحاكمة برفقة محاميه، وبحضور عائلته، فيما منع المسؤول بمركز البحرين لحقوق الانسان يوسف المحافظة من دخول قاعة المحكمة، بحيث تم طرده خارج القاعة.
وبعد صدور الحكم، كلف رجب ابنه آدم نقل رسالة على «تويتر» تقول «اسجنوني 3 سنوات أو 30 عاماً.. لن استسلم». كما صدرت دعوات الى الخروج بمسيرة حاشدة في العاصمة المنامة تضامناً مع نبيل رجب ورفضاً للحكم الصادر ضدّه.
وأدانت المنظمات الحقوقية الحكم الصادر بحض رجب، وقالت مدير مؤسسة «اندكس» الحقوقية، والتي كانت قد منحت رجب جائزة على نشاطه الحقوقي ودفاعه عن الحريات، كيرستي هوغز «ندين بقوة سجن رجب لأنه تحدث عن انتهاكات حقوق الانسان. وهذا يظهر أن الحكومة البحرينية تتجه نحو إسكات ناشطي حقوق الإنسان»، ودعا الى إطلاق سراح رجب فوراً.
من جهتها، قالت رئيسة «الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان»، سهير بالحسن، في بيان، إن «حبس المدافعين عن حقوق الإنسان لن يوقف الناس عن تطلعاتهم للحرية والتغيير الديموقراطي. نحن نأمل أن يدين المجتمع المدني بقوة هذا القرار ويطاب بالإفراج عن نبيل». وأضافت «مضى عام ولا يزال الشعب البحريني يطالب بحقوق الإنسان والديموقراطية وبكل سلمية. كيف يمكن الحكومة أن تكون صماء لهذه المطالب؟».
الحكم على رجب يأتي في موازاة تواصل الاحتجاجات في قرى البحرين. وأصدرت جمعية «الوفاق» بياناً أكدت فيه تعرض أكثر من 30 منطقة للعنف الرسمي خلال الأيام الماضية، اضافة الى اعتقال 11 شخصاً ومداهمة 7 أماكن. وقالت إن «أكثر من 30 منطقة وقرية بحرينية تعرضت إلى العقاب الجماعي والقمع المفرط واستخدام القوة من قبل قوات النظام التي تواجه التظاهرات بالبطش والسلاح وتمنع حق التعبير عن الرأي والتظاهر عن المواطنين». وأضافت أن القوات اعتقلت «أكثر من 11 مواطناً من مناطق مختلفة ضمن حملتها الأمنية، ولاستخدامهم رهائن للحل السياسي، بعد اعتقالات بالآلاف لمواطنين لا تزال تُبقي أكثر من 1400 منهم في السجون، فيما تحاكم مجاميع أخرى من المواطنين».
وأشارت «الوفاق» الى أن العديد من المناطق تشهد «احتجاجات على استمرار اعتقال الرموز وقيادات المعارضة واستمرار استخدام المعتقلين رهائن لدى النظام للحل السياسي»، وان أغلبها تعرض «للقمع باستخدام الرصاص الانشطاري القاتل والغازات السامة والخانقة».
في غضون ذلك، أعلنت شركة «طيران الخليج»، وهي الناقلة الوطنية للبحرين، أنها ستستأنف رحلاتها الجوية المنتظمة إلى إيران والعراق اعتباراً من 20 أيلول المقبل، وذلك بعدما علقت هذه الرحلات على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها المملكة. وقال الرئيس التنفيذي للشركة، سامر المجالي «لقد كنا على ثقة بأن هذه الرحلات ستستأنف قريبا وتكون ضمن جدول عملياتنا. ونحن نتطلع الى نفس الدعم من قبل جميع عملائنا». وكبّد تعليق الرحلات الى هذه الوجهات شركة «طيران الخليج» كثيراً من الخسائر.