بينما تستمر العمليات العسكرية المصرية لملاحقة مجموعات المسلحين في سيناء، كشفت صحيفة «هآرتس» أمس عن قيام الجيش المصري بنقل عدد من قواته إلى مناطق معينة في سيناء، من دون تنسيق مسبق مع إسرائيل، خلافاً لما تنص عليه معاهدة السلام. وأضافت الصحيفة إن قسماً من القوات المصرية تم نقلها بالاتفاق بين إسرائيل والجهاز الأمني المصري، لكن تم نقل قوات مصرية أخرى إلى شمال شرق سيناء من دون الحصول على موافقة مسبقة من إسرائيل، وأن الحكومة الإسرائيلية علمت بهذه الخطوات المصرية بعد تنفيذها فقط. ورفض مسؤولون أمنيون في إسرائيل التعقيب على الموضوع، وأكدوا أن التنسيق الأمني بين إسرائيل ومصر «إيجابي وسليم» وأن هناك محادثات متواصلة بين الجانبين. واكتفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقول إن «إسرائيل ومصر تجريان اتصالات متواصلة حول كل المواضيع ذات العلاقة بين الدولتين».
في هذه الأثناء، حذرت الجماعة السلفية الجهادية، وهي واحدة من أكبر الجماعات الجهادية في سيناء، الجيش المصري من أن حملته التي يشنها حالياً على الجهاديين في المنطقة ستضطرها إلى مقاتلته، نافيةً التورط في الهجوم على موقع حرس الحدود المصري. وهو الهجوم الذي أدى إلى إطلاق الجيش عملية واسعة النطاق لملاحقة المتشددين. وقالت الجماعة السلفية الجهادية «سلاحنا موجه للعدو الصهيوني وليس موجهاً لكم (الجيش المصري)».
وأضافت «لهذا احقنوا الدماء التي تسيل وستسيل إذا استمر هذا العدوان. فأنتم تجروننا إلى معركة ليست معركتنا».
واتهم بيان الجماعة السلفية الجهادية، جماعات جهادية أخرى، لم يذكرها، بأنها كانت وراء هجمات سابقة على خط أنابيب الغاز في سيناء، الذي ينقل الغاز المصري إلى إسرائيل والأردن. كما اتهم البيان هؤلاء الجهاديين بأنهم أطلقوا أيضاً صواريخ على إسرائيل في الأشهر الماضية، بالرغم من نفي مصر مراراً إطلاق صواريخ من سيناء على إسرائيل.
وفي السياق، واصلت قوات الأمن الإسرائيلية أمس البحث عن مخلفات صواريخ في محيط مدينة إيلات بجنوب إسرائيل بعد سماع دوي انفجارات الليلة الماضية. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن مئات من سكان المدينة اتصلوا بالشرطة وأبلغوا عن سماعهم دوي انفجارات. ويعتقد أن هذه الصواريخ من طراز «غراد» وتم إطلاقها من سيناء، لكن لم يتم العثور على آثار لها.
من جهته، أفاد موقع «سايت» الإلكتروني المتخصص في متابعة مواقع الإسلاميين على الإنترنت، بأن جماعة تطلق على نفسها اسم «أنصار القدس» تبنت إطلاق «صاروخي غراد على المدينة». وأعلنت الجماعة في بيان نشر على منتديات جهادية أن الصاروخين ضربا«أهدافاً غير مأهولة».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)