تجددت الاشتباكات في أحياء في جنوب وغرب دمشق بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، فيما يستمر القصف على أحياء في مدينة حلب، في وقت أطلقت فيه دعوات الى التظاهر ضد النظام السوري تحت شعار «بوحدة جيشنا الحر يتحقق نصرنا». وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان»، في بيان له، إن اشتباكات وقعت في محيط مطار المزة العسكري، وانتقلت بعدها الى طريق المتحلق الجنوبي، كما وقعت اشتباكات في حيّ القدم على طريق درعا دمشق الدولي، وفي حيّي التضامن والحجر الأسود. وتعرضت منطقة البساتين بين حيّي المزة وكفرسوسة للقصف من طائرات حوامة. وأفاد ناشطون إنّ الاشتباكات اندلعت إثر هجوم لـ«الجيش السوري الحر» على مواقع للقوات النظامية على أوتوستراد درعا. ووصفت «الهيئة العامة للثورة السورية»، في بيان لها، ليلة الخميس الجمعة في دمشق بـ«الساخنة»، مشيرةً الى أن «أصوات القصف والاشتباكات لم تهدأ». وأضافت إنّ «الجيش الحر هاجم حاجز كفرسوسة داريا قرب مطار المزة العسكري، وثكنة عسكرية أسفل جسر اللوان في كفرسوسة».
وامتد القصف والاشتباكات الى ريف دمشق في داريا، والسبينة، وقارة، وقطنا، والكسوة، والبساتين المحيطة بمنطقة السيدة زينب. وقال المرصد إن «القوات النظامية سيطرت على مدينة التل»، التي شهدت خلال الأيام الماضية حملات قصف شديد واشتباكات على مداخلها، مشيراً الى «انسحاب مقاتلي الكتائب الثائرة من المدينة».
وفي مدينة حلب، تعرّضت أحياء عدة، ولا سيّما حيّ الميسر الشرقي، للقصف من القوات النظامية السورية. وفي محافظة حمص، قتل خمسة شبان في منطقة القصير إثر اطلاق الرصاص عليهم من القوات النظامية السورية. وفي مدينة دير الزور، قتل مقاتل معارض اثر اشتباكات، وأربعة عناصر من القوات النظامية اثر استهداف آليات عسكرية.
في سياق آخر، قال مسؤولون أميركيون ودبلوماسيون إن الولايات المتحدة وحلفاءها يناقشون أسوأ السيناريوهات المحتملة، التي قد تتطلب نشر عشرات الالاف من القوات البرية في سوريا لتأمين مواقع الاسلحة الكيمائية والبيولوجية، بعد سقوط النظام السوري، كما يفترض السيناريو، أيضاً، أن لا يمكن تأمين هذه المواقع أو أن يجري تدميرها بضربات جوية فقط، بالنظر الى المخاطر الصحية والبيئية.
وقال مسؤول أميركي، طلب عدم الكشف عن هويته، إنّ «الولايات المتحدة ليست لديها حتى الان خطط لنشر قوات برية في سوريا». وقال مصدران دبلوماسيان، طلبا أيضاً عدم الكشف عن هويتهما، إنّ الامر قد يتطلب ما بين 50 إلى 60 ألف جندي إذا تحققت أسوأ مخاوف المسؤولين، إضافةً إلى قوات الدعم. وأضاف المصدران إنّه حتى في حالة نشر قوة من 60 ألف جندي فلن تكون كافية لحفظ السلام، ولن تكفي إلا لحماية مواقع الاسلحة على الرغم من أنها ستبدو مثل قوة احتلال أجنبية على غرار ما حدث في العراق.
وقال المصدران إنّه لم يتّضح بعد كيف سيجري تنظيم هذه القوة العسكرية، وما هي الدول التي قد تشارك فيها، «لكن بعض الحلفاء الأوروبيين لمّحوا الى أنهم لن يشاركوا». ورفض «البيت الابيض» التعقيب على خطط محتملة بعينها.
من جهتها، ذكرت صحيفة «جويش كرونيكل» أن قرار بريطانيا زيادة المساعدات لعناصر من المعارضة السورية في الداخل، يعكس المخاوف المتزايدة في الدوائر الاستخبارية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وإسرائيل من التطرف الإسلامي. وقالت الصحيفة إن وزارة الخارجية البريطانية أعلنت الأسبوع الماضي قرارين جديدين حول سوريا، كان الأول زيادة المساعدات غير الفتاكة للمعارضة الداخلية بمعدل ثلاثة أضعاف إلى نحو 5 ملايين جنيه استرليني، والثاني فتح قنوات اتصال مع الجناح السياسي للجيش السوري الحر للمرة الأولى.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤول بوزارة الخارجية البريطانية قوله «إن المملكة المتحدة قلقة من احتمال وصول مساعداتها ومعداتها المقدمة للمعارضة السورية إلى الجماعات الراديكالية، ولهذا السبب حصرت المساعدات الأخيرة بالجماعات المعروفة من قبلها».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)