حاولت الصحف الإسرائيلية التقليل من شأن التطورات على الساحة السياسية المصرية أخيراً في أعقاب إطاحة الرئيس المصري محمد مرسي القيادات العسكرية، ومن تأثيرها على العلاقات مع مصر، رغم أنها لم تخف قلقها من ذلك. وقالت صحيفة «هآرتس» إن المخاوف في إسرائيل من تدهور العلاقات مع مصر في أعقاب إطاحة الرئيس المصري رئيس المجلس العسكري، محمد طنطاوي، وقائد الجيش، سامي عنان، مبكرة ومبالغ فيها؛ فالتنسيق الأمني بين الجانبين جيد، وفي بعض الأحيان هو جيد جداً. وربما تتحسن العلاقات الأمنية بين مصر وإسرائيل كلما انخفض مستوى التنسيق. وأضافت أنه «حتى في المستويات العليا لا تزال العلاقة سليمة».
لكن الصحيفة تشير الى أن «ثمة أسباباً للقلق: أولا ان الرئيس مرسي، عضو في الإخوان المسلمين والعلاقة بين إسرائيل ومصر بنظره ضرورة مفروضة بحكم الواقع لا ظاهرة إيجابية؛ فحركته، بعد 84 عاماً من تأسيسها، لا تزال تمتنع عن استخدام اسم إسرائيل».
وتضيف إن المستشار القانوني لمرسي، محمد جاد الله، قال الأسبوع الماضي، إن الرئيس سيطلب إعادة النظر في اتفاقية كامب دافيد، واصفا إسرائيل بأنها كيان لا دولة. وتتابع أن وزير الدفاع الجديد، عبد الفتاح سيسي ورئيس الأركان الجديد، صبحي صدقي، مدينان بتعيينهما لمرسي، وسيعملان مع إسرائيل وفقاً لرؤيته.
إضافة الى ذلك، تقول الصحيفة إن مكانة سيسي وصدقي بالنسبة إلى الرئيس لا تشبه مكانة طنطاوي؛ فالسيسي ليس لديه مكانة أو قدرة ليقول «لا» لمرسي، كما الأجواء العامة المعادية لإسرائيل في الرأي العام المصري، بحسب الصحيفة، وإضافةً إلى ما تقدّم، فإن ماضي الجنرالين يدل على أنهما غير معجبين بإسرائيل، ولا يعدان ضمن مجموعة الجنرالات التي ترى في إسرائيل شريكة كاملة، ولم يقيما أية علاقة صداقة، حتى في أيام المخلوع حسني مبارك، مع نظرائهما الإسرائيليين.
وتقول الصحيفة إن «صدقي، قائد الجيش الثالث قبل ترقيته إلى رئاسة الأركان، تعلّم، مثل السيسي، قبل سبعة أعوام في الكليات العسكرية في الولايات المتحدة. في رسالة التخرج لشهادة الماجستير في العلوم الاستراتيجية التي كتبها، أوصى صدقي الجيش الأميركي بالانسحاب من الشرق الأوسط، والتوقف عن ممارسة سياسة أحادية في ما يرتبط بالمصالح الأمنية الإسرائيلية». وتضيف إن «رسالة صدقي، تعكس بمفاهيم كثيرة رؤيته الإقليمية».
وترى «هآرتس» أن رسالة صدقي كتبت قبل سبع سنوات. الكثير من الأشياء تغيرت منذ ذلك الوقت، لكن التطورات التي يجب أن تثير علامات استفهام هي العملية الأُحادية التي يشنّها المصريون في سيناء خلال الأيام الأخيرة. وتقول إنّه «بهدوء كبير، وتقريباً من دون أن يشعر أحد، أدخل الجيش المصري قوّات إلى سيناء من دون تنسيق مع إسرائيل». وتخلص الى أنه «في نهاية المطاف، الهدف من دخول القوات إيجابي، وهو مواجهة خلايا الإرهاب المتطرف. ومع ذلك، تثور الخشية من عملية فرض وقائع زاحفة على الأرض تتمثل في تزايد القوات المصرية في سيناء بحجم لا تقبله إسرائيل. بعد إدخال القوات، يمكن مصر أن تطلب إبقاءها على نحو رسمي، إلا أنه يمكن الافتراض أن ردا إسرائيليا سلبيا لن يدفع قائد الجيش المصري أو رئيسها الجديد إلى المسارعة لإخلاء القوات».
(الأخبار)