كشف رئيس أركان الجيوش الأميركية، الجنرال مارتن دمبسي، عن استعداد العراق لتعزيز العلاقات العسكرية مع بلاده. وقال دمبسي، الذي يزور العراق هذا الأسبوع في أول زيارة لأعلى مسؤول أميركي رتبة منذ انسحاب القوات الأميركية من العراق، «إن القيادة العراقية أدركت أنها فوّتت فرصة إقامة علاقات أكثر طبيعية مع الولايات المتحدة»، في إشارة إلى المناقشات التي جرت مع القيادة العسكرية العراقية قبل الانسحاب. وتابع دمبسي «أعتقد أن المسؤولين العراقيين أدركوا أن قدراتهم تحتاج إلى المزيد من التطوير وأنهم يحاولون التواصل معنا لمعرفة ما إذا كان بامكاننا مساعدتهم في هذا المجال». وأضاف «لا أعني بذلك أننا سنعود إلى العراق»، موضحاً أن وزير الدفاع وقائد الجيش العراقيين استفسرا عن إمكان إجراء تدريبات مع الجيش الأميركي وتدريب الضباط العراقيين وغير ذلك من أشكال «التعاون الأمني».
من جهة أخرى، رأى دمبسي أن إيران تحاول توسيع نفوذها في العراق، موضحاً أنه يتوقع أن تسعى طهران إلى تعزيز وجودها في العراق في حال سقوط النظام السوري. وقال «من الناحية الاستراتيجية، سيسعى الإيرانيون إلى الحصول على مخرج آخر».
أمنياً، أصيب رئيس هيئة إفتاء أهل السنة والجماعة في العراق، الشيخ مهدي الصميدعي، بجروح متوسطة مع أربعة من أفراد حمايته في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدفه بعد أدائه صلاة عيد الفطر أول من أمس، في مسجد غرب بغداد.
وذكر قريب للشيخ الصميدعي، إبراهيم الصميدعي، أن «مسلحين يقودون سيارة حاولوا قطع الطريق أمامه في منطقة الأربعة شوارع في اليرموك، وبعد ذلك، توجهت سيارة مفخخة يقودها انتحاري واصطدمت بسيارة الشيخ وانفجرت». وأضاف إن «الشيخ نقل إلى العناية المركزة في مدينة الطب، وأجريت له عمليات لاستخراج شظايا من الرأس، وهو يعاني نزفاً في الدماغ، وتشوهات ناجمة عن حروق».
وندد رئيس الوزراء نوري المالكي بالهجوم، متهماً «الإرهابيين والتكفيريين» بالوقوف وراءه. وقال، في بيان، إن «استهداف الصميدعي يأتي في سياق استهداف الأبرياء ضمن أهداف مختارة لنشر الفتنة وإسكات أي صوت وطني معتدل».
وأكد المالكي أن الحكومة والأجهزة الأمنية لن تألو جهداً لتخليص البلاد من أعمال وأفكار الإرهابيين الذين يسعون إلى تدمير البلاد، معتمدين بذلك على وعي الشعب العراقي وحكمته.
كذلك نددت إيران، أمس، بمحاولة اغتيال الشیخ مهدي الصمیدعي. وحذر المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست من «محاولات الأعداء بث الفرقة والخلافات الطائفیة بین الأمة الإسلامية».
من جهتها، اعتبرت جماعة علماء العراق أن استهداف الشيخ الصميدعي استهداف لرموز الاعتدال، فيما حذرت من وقوع البلاد في منزلقات الحرب الطائفية و«انهيار جدار الاعتدال السني» في ظل «إحجام الحكومة ولامبالاتها».
في إطار آخر، طالب نائب رئيس الوزراء العراقي، صالح المطلك، الولايات المتحدة بتنفيذ التزامها بشطب منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة من قائمة الإرهاب بهدف تسهيل عملية انتقال عناصرها المقيمين في العراق إلى بلد ثالث.
وأضاف المطلك، وهو عضو في القائمة العراقية التي يرأسها أياد علاوي، إن «الولايات المتحدة مطالبة برفع اسم هذه المنظمة من قائمة الإرهاب، لتخليص العراق من الحرج الكبير الذي يمر به نتيجة وجود ضغوط معينة»، مؤكداً أنه «بذلك تنتهي الأزمة بطريقة إنسانية وحضارية وأخلاقية».
وقال المطلك إن «العراق يدفع ثمن عدم إيفاء الولايات المتحدة بالتزاماتها تجاه هذه المنظمة، التي نالت قضيتها اهتمام العالم». ورفض بشدة استخدام أي وسائل قوة لإخراج من تبقى من سكان معسكر أشرف الـ 1200 من المعسكر. وقال «إنها ليست من شيم العرب والعراقيين، وخصوصاً أنهم عزل من السلاح، أعتقد أن واجبنا حمايتهم الى حين».
من جهة أخرى، ذكرت إحصائية أعدتها «وكالة فرانس برس» مقتل ما لا يقل عن 409 أشخاص وإصابة نحو 975 آخرين بجروح في سلسلة تفجيرات وإطلاق نار شهدها العراق خلال شهر رمضان، استناداً الى مصادر أمنية وطبية عراقية.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)