تزامن كشف واشنطن رصد قمر صناعي اصطناعي للجيش الأميركي «وميضاً حرارياً غريباً» صدر من الطائرة الروسية المنكوبة، مع إصدار صوتي، وليس مرئياً كما جرت العادة، لتنظيم «ولاية سيناء» بعنوان «نحن من أسقطها»، يؤكد فيه مسؤوليته عن إسقاط الطائرة الروسية.
وقال متحدث باسم البيت الأبيض، أمس: «نحن مهتمون بفهم ما حدث بالضبط في هذا الحادث المأسوي». وفيما يجهل المحللون سبب ذلك الوميض الذي كشف عنه الأميركيون، يظن بعضهم أن الأمر ربما كان يعود إلى عطل ميكانيكي (انفجار خزانات الوقود)، أو حتى قنبلة زرعت على متن الطائرة.
يترافق كل ذلك مع نفي متكرر من شركة الطيران المالكة للطائرة وجود عطل ميكانيكي وراء التحطم، فيما يستمر تفريغ محتويات الصندوقين الأسودين للطائرة في مصر بمشاركة طاقم روسي. كذلك عرضت «وكالة الأنباء الروسية» خيطاً آخر، بنقلها عن مصدر في لجنة التحقيق أن الصندوق الأسود لقمرة القيادة «التقط أصواتاً غير مألوفة قبل اختفاء الرحلة من على شاشة الرادار بوقت قصير، ولكن لم يتلق مراقبو الحركة الجوية أي نداء استغاثة».
في الوقت نفسه، يبحث المحققون في هويات من كانوا على متن الرحلة المنكوبة لمعرفة هل لأحدهم قدرة على العبث بالطائرة أو زرع قنبلة على متنها، لكنهم لم يجدوا حتى الآن أي علامات على وقوع انفجار بالحطام الذي عثر عليه، فيما يقول خبراء في مجال الطيران إن كل هذه الفرضيات سابقة لأوانها.
وفي وقت لاحق من مساء أمس، نقلت قناة «سي أن أن» عن مسؤول أميركي لم تنشر اسمه أن الطائرة الروسية التي تحطمت في مصر «سقطت على الأرجح بسبب قنبلة زرعها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أو إحدى الجماعات المرتبطة به». وأضاف: «المسؤول المطلع على الأمر تحدث بناءً على أحدث معلومات المخابرات لكنه قال إنها لم تصل بعد إلى استنتاج رسمي بشأن السبب في تحطم الطائرة» التي قتل كل من كانوا على متنها وعددهم 224. لكنه قال: «هناك شعور مؤكد أنها كانت عبوة ناسفة زرعت في الأمتعة أو في مكان ما بالطائرة».
أما التسجيل الصوتي الذي بثته «ولاية سيناء»، فجاء فيه على صوت لشخص غير معروف، قوله: «نحن من أسقطها فموتوا بغيظكم، ولسنا مجبرين بالإفصاح عن كيفية إسقاطها». وتابع: «سنفصح عن آلية سقوطها في الوقت الذي نريده وبالشكل الذي نريده».

وبرغم أن كل هذا الحديث البريطاني والأميركي قد يكون من بوابة الضغط على موسكو في ظل التكتم الروسي خلال اليومين الماضيين، فإن الحكومة البريطانية بادرت أمس إلى خطوتين صادمتين للقاهرة. الخطوة الأولى الإعلان الصادر عن مكتب رئيس الحكومة، ديفيد كاميرون، أنه «مع استمرار التحقيقات الجارية، لا يمكننا القطع بالسبب وراء تحطم الطائرة الروسية، ولكن مع ظهور المزيد من المعلومات تنامى لدينا قلق من أن الطائرة ربما أسقطت بعبوة ناسفة». والخطوة الثانية أن بريطانيا قررت تعليق الرحلات الجوية من مطار شرم الشيخ، وطلبت من فريق خبرائها المتوجهين إلى المدينة إجراء تقييم بشأن التدابير الأمنية المطبقة في المطار.
خطوتان أثارتا استغراب وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الذي عبر عن شعوره بـ«الدهشة». وقال شكري الذي يرافق الرئيس عبد الفتاح السيسي في زيارته لندن، إن فحوص الصندوقين الأسودين والتحقيقات لا تزال جارية ولا يوجد أي معلومات حتى الآن، معتبراً قرار تعليق الرحلات «سابقاً لأوانه». لكن السفير البريطاني لدى الولايات المتحدة، بيتر ويستماكوت، أوضح أن السلطات البريطانية لم تقل إن الطائرة الروسية سقطت بقنبلة. وإن تعليق الرحلات ليس عشوائياً بل بسبب «وجود مخاوف».
أما وزارة الطيران المصرية فأعلنت، أمس، أن محققين استخرجوا محتويات أحد الصندوقين، فيما أصيب أحدهما بتلف ويحتاج إلى وقت لاستخراج البيانات، وذلك في وقت يلتزم فيه الروس الصمت برغم تواصل الاجتماعات الثانية وآخرها بين وزير الطوارئ الروسي ووزير الطيران المدني المصري.
(الأخبار، رويترز)