بعث وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إلى ممثلي اللجنة الرباعية للسلام الخاصة بالشرق الأوسط، برسالة دعا فيها الى تحديد موعد لانتخابات عامة في السلطة الفلسطينية لاستبدال الرئيس محمود عباس، بسبب كونه «عائقاً أمام تقدم المسيرة السلمية».
ووجه ليبرمان رسالته أول من أمس إلى كل من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، ووزير الخارجية الروسي سرغيه لافروف، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وتُعد الرسالة ذروة حملة يتصدّرها ليبرمان منذ نحو عام هدفها نزع الشرعية عن رئيس السلطة الفلسطينية. وجاء في الرسالة أن عباس «يبدو انه غير مهتم أو غير قادر.. على التوصل الى اتفاق من شأنه أن يضع حداً للنزاع». وأضاف: «توجد في السلطة الفلسطينية حكومة طاغية ومصابة بالفساد يؤدي سلوكها الى إثارة النقد حتى في أوساط جمهور ناخبيها. وفي ضوء مكانة عباس الضعيفة وسياسته في عدم استئناف المفاوضات، الأمر الذي يُعد عائقاً أمام السلام، حان الوقت للنظر في حل إبداعي والتفكير من خارج العلبة لتعزيز القيادة الفلسطينية».
وأوضح ليبرمان أن الحل الإبداعي هو «تنظيم انتخابات عامة في مناطق السلطة الفلسطينية ونأمل انتخاب قيادة فلسطينية جديدة وشرعية وواقعية».
وأشار أيضاً الى أن التغيير الذي شهده الحكم في الربيع العربي تجاوز الفلسطينيين، وأن وحدها قيادة فلسطينية جديدة كفيلة بأن تؤدي الى التقدم في المسيرة السلمية. وأضاف: «علينا أن نستغل بالشكل الأقصى وجود انتخابات في السلطة الفلسطينية الى جانب التغييرات الكبيرة في العالم العربي لإحداث تغيير جدي في شبكة العلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين».
وفصّل ليبرمان، في رسالته سلسلة البادرات الطيبة التي ادعى أن اسرائيل قدمتها للفلسطينيين في 2012، مثل توقيع اتفاق الضرائب الجديد الذي سيدفع بعشرات ملايين الدولارات كل شهر الى صندوق وزارة المالية الفلسطينية، وإصدار آلاف تصاريح العمل الجديدة في اسرائيل للعمال الفلسطينيين، وإعادة رفات «مخرّبين فلسطينيّين» الى السلطة وغيرها. ولكن «لشدة الأسف، رغم هذه الخطوات، نحن نرى ارتفاعاً في النشاط الفلسطيني ضد اسرائيل في الساحة الدبلوماسية والقضائية، وتوجد محاولة فلسطينية لجرّ الاتحاد الأوروبي الى بناء غير قانوني في المنطقة «ج»، وتشجيع المقاطعة للاقتصاد الاسرائيلي في المناطق وحملة جديدة تتهم اسرائيل بقتل ياسر عرفات».
وشدد على أن عباس غير معني او غير قادر على التقدم في المسيرة السلمية، بسبب مكانته السياسية الضعيفة وبسبب التغييرات في الدول العربية.
ووجه ليبرمان انتباه وزراء خارجية الرباعية الى حكومة الأردن التي حاولت المضي قدماً في المحادثات المباشرة فكتب يقول انه «لشدة الأسف، بسبب نهج عباس وشركائه، لم تؤدِّ هذه الجهود الى التقدم».
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية، أن ليبرمان قال في لقاء مع نحو 20 سفيراً اسرائيلياً رفيع المستوى أمس، إنه قرّر ارسال الرسالة لأنه شعر بأن رسائله في الموضوع الفلسطيني لا تصل كما ينبغي الى وزراء الخارجية في الغرب.
وتحفّظ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على دعوة ليبرمان. وقال مسؤول رفيع في مكتبه إن «رسالة وزير الخارجية لا تمثل موقف الحكومة الإسرائيلية أو رئيسها»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «رئيس الحكومة يوافق على أن أبو مازن يراكم الصعوبات في المفاوضات، إلا أنه يعتزم مواصلة الجهود من أجل دفع الحوار قدماً مع الفلسطينيين».
في المقابل، أدان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات تصريحات ليبرمان، محمّلاً «الحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الرئيس عباس وسلامته الجسدية». ورأى عريقات أن هذه «تصريحات واضحة للقتل، وهي الحملة ذاتها التي شنها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون، على الرئيس الراحل ياسر عرفات وانتهت بقتله».