رغم أن التقرير الذي قدّمته الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لرئيس أركان جيش الاحتلال، بني غانتس ومنتدى هيئة الأركان، لم يكشف عن جديد من الناحية النوعية، لإضافته إلى الصورة المتبلورة لدى المراقبين حول التطورات التي تشهدها المنطقة، لكن أهميته تنبع من أنه يعبّر عن رؤية المؤسسة الاستخبارية وتقديرها للمسار الإقليمي المحيط بإسرائيل، ويشكّل قاعدة أساسية لصنّاع القرار في تل أبيب، على المستويين السياسي والعسكري، وبنية تحتية لبلورة الخطط العملانية للجيش.
وفيما قدّم كلّ من قادة الساحات في وحدة الأبحاث التابعة لشعبة الاستخبارات الإسرائيلية «أمان»، جوهر تقديراته في نطاق مسؤولياته ومجالها، أمام منتدى هيئة الأركان، قدّر رئيس الاستخبارات، اللواء أفيف كوخافي، أن تواجه الدولة العبرية «في العام المقبل بيئة إقليمية غير مستقرة، ومتوترة وأكثر أسلمة من الماضي».
وحذّر كوخافي، في التقرير الذي سيقدّمه للمستوى السياسي بعد تصديق رئيس الأركان عليه، أيضاً من أن هذه البيئة التي تتشكل في محيط إسرائيل «تواجه سلسلة أزمات، إقليمية وداخلية، التي ترفع من مستوى الانفعال لدى مجمل اللاعبين والتي يمكن أن تقود، من دون تخطيط مسبق، إلى مواجهات».
وفي محاولة لإضفاء قدر من الصدقية على تقريره، قال كوخافي إن «التقدير الاستخباري السنوي الذي سيُقدم أمامكم هو نتاج مسار طويل وأساسي وشامل لجمع المعلومات والمعالجة والدراسة، قامت به وحدة الأبحاث وتستند إلى مجمل منظومات وقدرات الجمع الموجودة بحوزة أمان، والتي طوِّرت خلال العام الماضي».
وبحسب التقارير الإسرائيلية، هدف تقدير الاستخبارات إلى تقديم صورة عن التطورات التي تشهدها المنطقة أمام القيادة العليا للجيش، والإشارة إلى ما تنطوي عليه من تهديدات مركزية أو فرص مستخلصة من تحليل المنظومة الإقليمية.
من جهة ثانية، حاول السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايكل أورن، تلطيف التوقعات السوداء إزاء الأزمة المحتملة بين إسرائيل والولايات المتحدة في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية أحادية ضدّ المنشآت النووية الإيرانية. واستعان خلال لقاءات مغلقة أجراها الأسبوع الماضي في إسرائيل، بتجارب تاريخية قال إن إسرائيل أقدمت خلالها على ضربات وعمليات عسكرية، بما يتعارض مع الموقف الأميركي، ولكنها انتهت إلى تعزيز تقدير الإدارة الأميركية لإسرائيل.
وفي السياق نفسه، أورد أورن أمثلة على موقفه، مثل مشاركة إسرائيل في العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 وحرب عام 1967، إضافة إلى تدمير المفاعل النووي السوري عام 2007 في دير الزور.
ورغم أن السفير الإسرائيلي أكّد أنه بعد نجاح العمليات العسكرية التي شنّتها إسرائيل، تعزز التقدير الأميركي تجاهها، لم يتحدث عن مدى نجاح أي عملية عسكرية ضدّ إيران، ولا عن التداعيات السلبية التي سيتركها مثل هذا الهجوم على المصالح الأميركية، مكتفياً بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة، بحسب تقديره، ستقف إلى جانب إسرائيل إذا ما قررت الهجوم، في ظل وجود تعاطف تجاه إسرائيل لدى الرأي العام
والكونغرس.