وجه وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس، دعوة إلى الرئيس المصري محمد مرسي، لزيارة القدس المحتلة ولقاء رئيس دولة الاحتلال شمعون بيريز، مشدداً على أنه يجب على مرسي استضافة شخصيات إسرائيلية رسمية وإجراء مقابلات مع وسائل إعلام إسرائيلية، انطلاقاً من أن السلام لا يمكن أن يكون افتراضياً.
وتوقع ليبرمان، خلال كلمة له أمام مؤتمر القضاء في تل أبيب، «تدفئة» العلاقات المصرية الإسرائيلية، في أعقاب إعلان مرسي «التزامه بكل الاتفاقيات الدولية التي نحن موقعون عليها». ووصف ليبرمان هذه المواقف بأنها «رسالة مشجعة». في هذه الأثناء، رأت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن الأصوات التي تطالب بالغاء أو مراجعة معاهدة السلام مع إسرائيل، «تثير قلق الرأي العام الإسرائيلي». وأشارت إلى أن القانون الدولي ينص تحديداً على أن حدوث تغييرات أساسية في الظروف، وحدوث تطورات لم تكن متوقعة من الطرفين، لا يمكن أن يشكل ذريعة لإنهاء المعاهدة التي تنشئ حدوداً بين البلدين.
ورأت الصحيفة أنه في الوقت الذي سمحت فيه المعاهدة بمراجعة وتعديل الترتيبات الأمنية، وفقاً لطلب أحد الطرفين، إلا أن «التعديلات لا بد أن تتم بالاتفاق المتبادل». وأوضحت بأن مصر ينبغي أن تتذكر بأن إزالة القوات العسكرية المصرية، التي قد تشكل تهديداً عسكرياً لإسرائيل، تعدّ عاملاً مهماً يسمح بإلغاء المعاهدة. في غضون ذلك، رأى الكاتب أفرايم كام، في صحيفة «إسرائيل اليوم»، أن عزل الرئيس المصري لأكثر أفراد القيادة العليا المصرية وإبطال الصلاحيات التي انتزعها الجيش لنفسه، فاجأ الجميع بمن فيهم إسرائيل.
ولفت أفرايم إلى أن المفاجأة التي انطوت عليها هذه الخطوة، تعود إلى فرضيات ثبت في الأشهر الأخيرة خطأها، وهي أن الجيش يشكل قوة كبيرة في الساحة المصرية ويتمتع بشعبية كبيرة. ووفقاً لأفرايم، ثبت أيضاً خطأ الاستناد إلى مقولة أن مرسي جديد في عمله، وبالتالي لن يقدم على عمل من هذا النوع إلا بعد توفير القوة والتجربة والشعبية، واصفاً خطوة مرسي بأنها نوع من المقامرة الشديدة التي كان يمكن أن يخسر فيها كل شيء. من جهةٍ ثانية، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر سياسية تأكيدها بأن تل أبيب تستعد للإفراج عن جميع السجناء المصريين في السجون الإسرائيلية، البالغ عددهم 83، مقابل الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي، عودة ترابين، المسجون في مصر. وأكدت الإذاعة أن مسؤولاً أمنياً إسرائيلياً كبيراً زار القاهرة أول من أمس، وبحث مع عدد من نظرائه المصريين القضايا الأمنية محل الاهتمام المشترك، إضافةً إلى صفقة التبادل المحتملة.