عاد وفد «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام»، يوم أمس، إلى صنعاء آتيا من سلطنة عمان، بهدف «إطلاع القيادات على مجريات المشاورات التي جرت في سلطنة عمان»، وذلك على مسافة أقل من أسبوعين من انعقاد محادثات موسّعة لحلّ الأزمة اليمنية.
حتى ذلك الحين، يبدو أن الميدان سيظلّ مشتعلاً، حيث أن العمليات العسكرية تشهد تطوراً ملحوظاً على الداخل وخلف الحدود اليمنية ــ السعودية. ووزع «الإعلام الحربي» صوراً ومشاهد لعملية اقتحام الجيش و»اللجان الشعبية» مدينة الربوعة (تبعد 200 كلم عن مدينة أبها السعودية) في محافظة عسير السعودية أول من أمس. وعرضت المشاهد لقطات لحرائق كبيرة وانفجارات في أكثر من مكان في المدينة الحدودية. وأكد مصدر في «الاعلام الحربي» لـ «الأخبار» (علي جاحز) أن اقتحام الربوعة يأتي في سياق خطوات تصعيدية استراتيجية ستستمر وستليها عمليات مشابهة في أكثر من جبهة وراء الحدود.
وتأتي العملية بالتزامن مع عودة الجيش و»اللجان الشعبية» إلى فتح جبهات في الجنوب سواء في شبوة حيث جرت السيطرة على مواقع المترب، أو في الضالع حيث جرت السيطرة على مديرية دمت بصورة شبه كامل. وفي تعز، تابع الجيش و»اللجان الشعبية» تقدمهم، حيث سيطروا على جبهة كلابة بعد طرد عناصر حزب «الاصلاح» و»القاعدة» من المباني التي كانوا يتخذونها معقلاً لهم. كذلك، تمكن الجيش اليمني، يوم أمس، من إسقاط طائرة حربية تابعة للتحالف في مديرية بلاد الروس التابعة لمحافظة صنعاء.
وفي الجبهة الحدودية أيضاً، قتل وجرح عدد من الجنود السعوديين خلال قصف مدفعي للجيش و»اللجان الشعبية» استهدف تجمعاً للجيش السعودي في قرية المعنق في جيزان، حيث استهدفت القوات اليمنية أيضاً موقع القرن العسكري.

منعت دول «التحالف» الطائرتين الروسيتين من مغادرة مطار صنعاء

وفي نجران، استهدفت القوة الصاروخية والمدفعية للجيش و»اللجان الشعبية» موقعي نهوقة وخباش العسكريين.
من جهة أخرى، في خطوةٍ هي الاولى التي تكسر الحصار الجوّي على اليمن، وصلت طائرتا مساعدات روسيتان إلى مطار صنعاء الدولي، يوم أمس، لم تنجوَا من العرقلة والتضييق على حركتهما على يد دول «التحالف.
وشملت الطائرتان مساعدات إنسانية للشعب اليمني تتضمن مواد غذائية وإغاثية مختلفة، وفقاً للقائم بأعمال سفارة روسيا لدى اليمن اندريه تشرنوفل، الذي أكد أن بلاده تتابع الأحداث في اليمن وتبذل جهوداً لحل الأزمة اليمنية سلمياً من خلال دعم جهود المبعوث الدولي لليمن إسماعيل ولد الشيخ. ولفت تشرنوفيل في حديث مع وكالة أنباء «سبأ» إلى أن الحل في اليمن «لن يكون إلا سلمياً»، مؤكداً دعم بلاده للشعب اليمني وخياراته.
ومنعت دول «التحالف» الطائرتان، فضلاً عن طائرة مساعدات عمانية من الإقلاع ومغادرة المطار، بحجة «وصولها مباشرة من دون الخضوع للتفتيش من قبل التحالف»، الذي يجري عادةً في جيبوتي بإشراف الأمم المتحدة. وقال مصدر ملاحي في مطار صنعاء لوكالة «سبوتنيك» إن قوات «التحالف» اشترطت على الطائرات المرور عبر مطار بيشة السعودي والخضوع للتفتيش، الأمر الذي رفضه الطيارون. ولفت المصدر إلى أن عدداً من الرعايا الروس لا يزالون موجودين على أرض مطار صنعاء الدولي.
‎من جهة أخرى، أكد نائب مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين محمد سعد حرمل، أن المساعدات الروسية (20 طن)، «سيجري توزيعها على النازحين بحسب الاحتياج في مختلف محافظات الجمهورية»، مشيراً إلى أن هذه الكمية «بسيطة مقارنة بعدد النازحين الذين يصل عددهم أكثر من اثنين مليون نازح جراء العدوان».