مع تصاعد الانتقادات التي تواجه حيدر العبادي من داخل ائتلاف «دولة القانون» الذي ينتمي إليه، ونواب مقرّبين من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، يحاول رئيس الحكومة العراقية تأليف تحالف سياسي يجمع «اتحاد القوى» بالمجلس الأعلى وكتلة «الأحرار» وأطراف من «دولة القانون».
وبحسب ما نقل «المدى» عن النائب محمد الكربولي، فقد قدّم «اتحاد القوى العراقية»، قائمة من سبعة مطالب كشرط للموافقة على الجبهة السياسية، التي دعا العبادي إلى تشكيلها لضمان «غطاء برلماني» لإصلاحاته التي تعثرت أخيراً. واتفق العبادي مع «اتحاد القوى» على تأليف لجنة مشتركة تتولى متابعة تنفيذ الشروط والبدء برسم إطار التحالف الجديد.
ويأتي الاجتماع بين الأطراف المذكورة، بعد ساعات قليلة على إعلان مجلس النواب أن الحكومة لا تملك صلاحية تطبيق بعض بنود خطة الإصلاحات التي أعلنها العبادي، لكون العديد من هذه البنود تحتاج إلى قوانين من السلطة التشريعية.
وبحسب عضو «اتحاد القوى العراقية» محمد الكربولي، «فقد اجتمع نواب وخمسة وزراء سنّة مع رئيس مجلس الوزراء، بحضور ممثلين عن التيار الصدري والمجلس الأعلى وكتلة بدر والفضيلة وعلي العلاق وعلي الأديب»، في غياب ممثلين عن جناح رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، الذي يتزعم حزب «الدعوة»، الذي ينتمي إليه العبادي.

أعلن «الحشد الشعبي» أن الأيام المقبلة ستحمل نتيجة حاسمة لتحرير كامل الرمادي

وقال الكربولي إن «الكتلة السنية قدمت، في الاجتماع، ورقة تتضمن سبع توصيات إلى رئيس مجلس الوزراء وتحدثت عن ضرورة تقديم الإغاثة للنازحين مالياً، وإعادة النازحين إلى جرف الصخر وديالى وصلاح الدين وحزام بغداد». وأضاف أن «من ضمن بنود هذه الورقة أيضاً، إشراك أبناء العشائر السنية في الحشد الشعبي والالتزام بالنسبة المتفق عليها وهي 50 ألف مقاتل للمكون السني من مجموع الـ120 ألفاً»، مشيراً إلى أن «التمثيل السني في الحشد يصل إلى 13 ألف عنصر فقط». ولفت الكربولي إلى أن «من ضمن التوصيات التي سلمت إلى العبادي، الافراج عن الأبرياء ممن لم تثبت إدانتهم، وكذلك مراعاة التوازن في توزيع الدرجات الخاصة، وكذلك فتح ممر جسر بزيبز أمام النازحين».
وكان رئيس الوزراء العراقي قد أصدر، الأربعاء، قراراً يقضي بفتح معبر بزيبز الذي يربط الأنبار بالعاصمة بغداد، واتخذه النازحون مخيماً مؤقتاً لهم بانتظار السماح لهم بدخول العاصمة.
وأضاف الكربولي أن «العبادي طرح، بعد تسلمه ورقتنا، تأليف جبهة سياسية متكونة من اتحاد القوى وتشكيلاتها وأطراف من التحالف الوطني وجزء من دولة القانون، من أجل تبنّي موقف سياسي داعم للحكومة داخل البرلمان وخارجه».
ولفت إلى أن «اتحاد القوى طلب من العبادي الاستجابة لجميع هذه النقاط مقابل الدخول في هذه الجبهة»، مشيراً إلى أن «الجانبين اتفقا على تأليف لجنة مكونة من 8 أعضاء، أربعة لكل من المكون السني والشيعي»، ومتوقعاً أن «تباشر اللجنة أعمالها، بداية الأسبوع المقبل، لتطبيق ورقة اتحاد القوى المتضمنة سبع نقاط قبل التوجه إلى تأليف أيّ جبهة سياسية».
في السياق ذاته، التقى العبادي نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الأعرجي. وأفاد بيان صادر عن مكتب الأعرجي، بأن «اللقاء استعرض أهمية العمل على ترسيخ مبادئ المصالحة الوطنية على الصعيدين الاجتماعي والسياسي وضرورة تجاوز أخطاء الماضي، بضمان عدم تكرار مسبباتها التي أدت إلى وقوعها من خلال الترشيد والتقييم الدائم والمستمر للعمل الحكومي على نحو عام».
على المستوى الميداني، أعلن المتحدث باسم «الحشد الشعبي» النائب أحمد الأسدي أن مختلف القطعات العسكرية، بينها قوات «الحشد» قد اقتربت إلى مركز مدينة الرمادي، مؤكداً أن «الأيام المقبلة ستكون فيها نتيجة حاسمة لتحرير كامل الرمادي». وقال «لا نهتم لتغيرات المناخ وسنستمر بخوض المعارك ضد عصابات داعش الإرهابية»، في وقت أعلنت فيه قيادة عمليات الأنبار، توقف معارك تحرير مدينة الرمادي، عازية السبب إلى سوء الأحوال الجوية.
وأكد الأسدي أن موازنة الحكومة لـ«الحشد»، لعام 2016، «غير كافية ولا تفي بمتطلبات قواتنا»، مضيفاً أن «ما رشح لدينا من أن مخصصات الحشد في الموازنة التي جرى تحويلها من مجلس الوزراء إلى مجلس النواب، ضعيفة ولا تفي بأقل مما نحتاجه».
من ناحية أخرى، رأى الأسدي أن الحكومة العراقية هي المسؤولة الوحيدة عن اتخاذ قرار بشأن التدخل الروسي في العمليات العسكرية ضد تنظيم «داعش» في العراق، فيما أشار إلى أن هناك أطرافاً مساندة داخل البرلمان وأخرى رافضة لهذا التدخل. ورأى الأسدي أن «الحكومة العراقية مسؤوليتها هي أن توازن بين هذه الطلبات، وأن تقدر المصلحة العراقية العليا، وهي صاحبة القرار بالمشاركة مع مجلس النواب».
في غضون ذلك، قال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي إن «معارك تحرير مدينة الرمادي توقفت بسبب الظروف الجوية وسقوط كميات من الأمطار، منذ منتصف مساء أول من أمس على مناطق الرمادي والأنبار».
وأضاف أن «عشرات العبوات الناسفة والبيوت المفخخة انفجرت بسبب الأمطار والرطوبة»، مشيراً إلى أن «طيران التحالف الدولي مستمر بقصف مواقع داعش، برغم الظروف الجوية».
على خط آخر، أفاد مصدر أمني في محافظة صلاح الدين، بأن القوات الأمنية تمكنت من صد هجوم لتنظيم «داعش» على محيط مطار الصينية شمال تكريت (170 كم شمال بغداد)، فيما أكد مقتل سبعة من عناصر التنظيم وتدمير ثلاث عجلات مفخخة.
(الأخبار)