اضافة إلى الملف النووي الايراني والازمة السورية، تناولت الكلمات في قمة عدم الانحياز ملفين اساسيين هما دور الولايات المتحدة الاميركية، ودور مجلس الامن في تأمين الحقوق الدوليّة، فيما انتقد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون تهجم ايران على اسرائيل دون أن يسميها. انتقد المرشد الاعلى للثورة الايرانية، علي خامنئي، خلال افتتاح قمة دول عدم الانحياز دور مجلس الامن الدولي، ووصفه بأنه غير منطقي وظالم ويمثل بقايا الماضي وتستغله الولايات المتحدة «لفرض أسلوب التنمر الذي تمارسه على العالم». وأكد خامنئي أن المجلس ينادي بـ«حقوق الإنسان»، فيما هي في الواقع تحقيق المصالح الغربية، كما ينادون بـ«الديموقراطية» ويضعون محلّها التدخل العسكري في البلدان، ويقولون بـ«محاربة الإرهاب»، فيما يستهدفون بقنابلهم وأسلحتهم الناس العزّل في القرى والمدن.
وشدد خامنئي على أن العالم يمرّ بظروف حسّاسة، وبمنعطف تاريخي جد مهم، ومن المتوقع أن يكون ثمة نظام جديد في طريقه إلى الولادة والظهور، موضحاً أن دول عدم الانحياز، بوسعها ممارسة دور کبير في صياغة المستقبل ورسمه.
ووجه المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية، نصيحة «خيّرة» للساسة الأميركيين بأن يفكروا في اقتراح ايران بشأن الاستفتاء حول اسرائيل، ويتخذوا قراراً شجاعاً ينقذون به أنفسهم من هذه العقدة المستعصية.
بدوره، اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في كلمته دور مجلس الأمن الدولي في تعزيز وضع إسرائيل، مضيفاً أن «مجلس الأمن لم يفعل شيئاً للفلسطينيين سوى تعزيز وضع الكيان الإسرائيلي». ودعا نجاد إلى «ضرورة تغيير الوضع الحالي الذي يسود القرارات على المستوى العالمي»، معتبراً أن إدارة العالم «أصبحت حكراً على أيدي قوى محددة من الدول الرأسمالية، وأن معظم دول العالم تعاني من ديون خارجية تفوق إنتاجها».
بالمقابل، ندد الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون، بشدة في خطابه بانكار ايران لمحرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية ولحقّ اسرائيل في الوجود. وقال «ارفض بحزم اي تهديد من دولة عضو في الامم المتحدة بتدمير اخرى او تعليقات مهينة تنكر حقائق تاريخية مثل الهولوكوست». وأضاف أن «القول أن دولة اخرى عضوة في الامم المتحدة ليس لها الحق في الوجود او وصفها بعبارات عنصرية ليس فقط امراً سيئاً وانما يهدد ايضاً المبادئ التي التزمنا بالدفاع عنها في الامم المتحدة». وحث دول عدم الانحياز على مواصلة الشراكة بينها وعلى حماية القيم الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بما فيها حرية التعبير وحرية التجمعات.
إلى ذلك، انتقد الرئيس المصري، محمد مرسي، النظام الدولي القائم حالياً، معتبراً أن هيكليته بحاجة إلى إصلاح وأن دوره بحاجة إلى تفعيل خصوصاً أن النظام الدولي الراهن يتعرض لاختبار بشأن الأزمات العالمية. وشدد في كلمته على ضرورة تعزيز دور الدول النامية في مؤسسة الحكم العالمية وإصلاح وتوسيع مجلس الأمن، مشيراً إلى أن الفيتو المعتمد يمنع الحلول الناجعة لبعض الأزمات.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)



المشاركون في القمة

شارك في أعمال القمة السادسة عشرة لدول حركة عدم الانحياز نحو 50 من زعماء الدول الأعضاء وكبار المسؤولين من 80 بلداً. وكان أبرز الحضور كلا من رؤساء مصر محمد مرسي، ولبنان ميشال سليمان، والسلطة الفلسطينية محمود عباس، وباكستان آصف علي زرداري، وأفغانستان حامد قرضاي، والسودان عمر حسن البشير. ومن رؤساء الوزراء، شارك رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، والسوري وائل الحلقي، والهندي مانموهان سينغ، والنيبالي بابورام باتاراي.
أما دول الخليج فقد مثلها كل من أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، ونجل الملك السعودي عبد العزيز بن عبد الله مبعوثاً خاصاً له، ووزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، ووزیر الخارجیة الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح، وعضو المجلس الأعلى الاماراتي حاكم أم القيوين، سعود بن راشد المعلا، اضافة الى رئيس مجلس الدولة العماني يحيى بن محفوظ المنذري.
وحضر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، والمبعوث الخاص لملك الاردن عَمّه، الحسن بن طلال، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ومثّل كوريا الشمالية، رئيس البرلمان كيم يونغ نام، بدلاً من الزعيم كيم يونغ أون.
(الأخبار)

نتنياهو يهاجم

هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤتمر دول عدم الانحياز الذي يختتم أعماله في العاصمة الإيرانية طهران اليوم، واتهمه بعدم استخلاص عِبر «المحرقة» النازية. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أمس، عن نتنياهو قوله خلال استقباله رئيس حكومة ولاية سكسونيا السفلى الألمانية، ديفيد مكاليستر، أول من أمس، إنه «تتواجد اليوم أكثر من 120 دولة في طهران حيث النظام ينكر المحرقة ويعمل من أجل تدمير الدولة اليهودية، وهذا النظام يقمع مواطنيه ويتعاون على ذبح سوريين أبرياء».
(يو بي آي)