أكّد وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أنّ الرد سيكون «ساحقاً» إذا استخدم النظام السوري الأسلحة الكيميائية. في وقت شهدت فيه سوريا تظاهرات مناهضة للنظام تزامنت مع اشتباكات عنيفة متفرقة. وأشار لوران فابيوس، في حديث إذاعي، إلى أنّه «لا يمكن أن نقبل أن يتمّ استخدام الأسلحة الكيميائية، التي يمكن أن تصل آثارها المأساوية إلى أبعد من الحدود السورية». مهدّداً دمشق بردّ «ساحق» في حال استعمالها. في موازاة ذلك، شهدت مناطق عدة من سوريا، أمس الجمعة، تظاهرات مناهضة للنظام، وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أنّ التظاهرات عمّت أيضاً عدة مناطق في ريف دمشق، وبينها حرستا ودوما، مشيراً الى تعرّض بلدات في المحافظة الى «قصف عنيف من قبل القوات النظامية». وأتت الدعوة الى التظاهر تحت شعار «داريا شعلة لن تنطفئ»، في إشارة الى المدينة الواقعة في ريف دمشق حيث تمّ العثور نهاية الاسبوع الماضي على مئات الجثث.
ميدانياً، قال الرائد أنس أبو زيد، وهو قائد محلي للمعارضة المسلحة في حلب، إن قوات المعارضة ما زالت تسيطر على أكثر من نصف مدينة حلب، وإنّ الجمود العسكري يصبّ في صالحهم. ولفت ابو زيد إلى أنّ «الهدف الرئيسي من هذه المرحلة من القتال هو كسب الوقت. كلما تمسكنا بالارض التي نسيطر عليها وواصلنا الهجوم لأطول فترة ممكنة خسر النظام على الجبهات الدولية والإقليمية والمحلية، وازداد موقف الثوار قوة وأعطانا ذلك فرصة لنعيد التسلح». وقال أبو زيد إن لواء الفتح يضم 1300 مقاتل في حلب، و500 آخرين في المحافظة حول المدينة. وأضاف أنّ وحدات المعارضة المسلحة تقاتل في قوس من الاحياء الجنوبية الغربية ــ صلاح الدين وسيف الدولة والعامرية والشيخ سعيد ــ وهي المنطقة التي شهدت بعضاً من اعنف الاشتباكات والقصف على مدار الاسابيع الماضية، إلى جانب حيّين في الشمال الشرقي وهما بستان الباشا والميدان.
من جهة أخرى، استمر القتال العنيف، في دمشق، في اطراف المدينة ووقعت اشتباكات في بلدات محيطة بالعاصمة. وقال أبو زيد «هناك تنسيق جيّد بين الألوية. هناك جبهات هي مسؤولية لواء واحد، وهناك جبهات مشتركة. ونحن ندعو الألوية الأخرى إلى المساعدة متى دعت الحاجة».
ودمّرت أجهزة الأمن السورية عشرات السيارات المزوّدة برشاشات «دوشكا» في ريف حلب الشرقي، فيما «طهّرت» أجزاء واسعة من ريفي حماه وادلب من مجموعات المعارضة المسلحّة. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، عن مصدر رسمي، قوله إن «وحدة من قواتنا المسلّحة نفذت عملية نوعية في قرية رسم العبود بالريف الشرقي لحلب قضت خلالها على عدد كبير من الإرهابيين، وصادرت ودمّرت عشرات السيارات المزودة برشاشات دوشكا وأجهزة اتصالات». وأضاف أنّه «تمّ القضاء على الإرهابي محمد عيسى الموسى الملقب بالقطة، متزعم إحدى المجموعات الإرهابية المسلّحة بحيّ المرجة ودوار الصناعة فى حلب».
وفي السياق، قالت «سانا» إن القوّات المسلّحة السورية «طهّرت بلدات قلعة المضيق، وتوينة، والشريعة، والكركات، وميدان غزل، والحمرا، وقره جرن بريف حماه، وقسماً كبيراً من جبل شحشبو التابع لجبل الزاوية بريف إدلب، من المجموعات الإرهابية المسلّحة التي كانت تقوم بأعمال قتل وتخريب للممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرق وسلب المواطنين وخطفهم». ونقلت عن مصدر في المحافظة قوله إن «الاشتباك مع المجموعات الإرهابية أسفر عن تدمير عدد من السيارات المزوّدة برشاشات من مختلف العيارات».
إلى ذلك، أعلنت لجان التنسيق المحلية السورية، في بيان، عن «اشتباكات عنيفة» بين «الجيش السوري الحر» والقوات النظامية في حرستا في ريف دمشق. فيما أشارت وكالة «سانا» الى أنّ ضاحية جرمانا في ريف دمشق شهدت «تفجيراً ارهابياً ناجماً عن عبوة لاصقة زرعتها مجموعة ارهابية مسلحة بسيارة، ما أسفر عن اصابة مواطنين»، من دون أن تحدد تاريخ الحادث.
وشنّت القوى المعارضة المسلحة، ليل أمس، هجوماً على مبنى أمني في حلب. وأوضح المرصد، في بيان، أنّه «هاجم مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة مبنى فرع أمني في حيّ الزهراء بمدينة حلب، واشتبكوا مع عناصر الفرع». وأضاف «شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من محيط الفرع وبعض نوافذه اثر استهدافه بقذائف الهاون، ووردت معلومات أولية عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية». في موازاة ذلك، تعرضت أحياء السكري، وهنانو، وصلاح الدين للقصف من قبل القوات النظامية، بينما دارت اشتباكات في حيّي صلاح الدين وسيف الدولة، بحسب ما ذكر المرصد. كما دارت «اشتباكات عنيفة» بين القوات النظامية ومقاتلين مناهضين للنظام قرب كتيبة الدفاع الجوي في مدينة البوكمال المحاذية للحدود العراقية شرق البلاد.
وشهدت محافظة ادلب أكثر أعمال العنف دموية، إذ قتل عشرون مدنياً بينهم ثمانية أطفال وتسع نساء في قصف على منطقة أبو الزهور، حيث هاجم «الجيش السوري الحر» مطاراً عسكرياً.
في سياق آخر، قالت المفوضية العليا للاجئين، التابعة للامم المتحدة، يوم أمس، إنّ تدفّق اللاجئين السوريين الى الدول المجاورة مستمرّ، ويزداد مع وصول 15 ألف شخص إضافي خلال ثلاثة أيام. ولفتت المفوضية، في بيان، أنّ «العدد الاجمالي للاجئين السوريين المسجلين أو ينتظرون أن يسجلوا كان 228976 حتى 29 آب مقابل 215 الفاً في 26 منه». ولاحظت المفوضية زيادة عدد السوريين الذين يصلون الى البقاع في لبنان، مع توافد 2200 شخص إضافي الاسبوع الماضي أي ضعف عدد اللاجئين في الاسبوع السابق.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)