اسطنبول | وسط تدابير أمنية مشدّدة، حطّّت طائرة خاصة في مطار اسطنبول للشحن التجاري قبل ثلاث ساعات من الموعد المقرر لأنها كانت تقلّ رئيس جهاز المخابرات الأميركية ديفيد بترايوس (الصورة). ونقلت سيارات خاصة الضيف من المطار إلى مكان سريّ، على الرغم من كل محاولات الإعلاميين لكشف هذا المكان. ويعتقد أنّه التقى وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو أو رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، بحضور رئيس جهاز المخابرات الوطنية هاكان فيدان. وقالت وسائل الإعلام التركية إن بترايوس بحث خلال هذه اللقاءات مع المسؤولين الأتراك المزيد من تفاصيل التعاون التركي _ الأميركي ضد حزب العمال الكردستاني وتنظيم «القاعدة». ولفتت وسائل الإعلام الانتباه إلى أهمية التوقيت الزمني لزيارة بترايوس، حيث تسعى أنقرة إلى إقامة حزام أمني داخل الأراضي السورية، وكذلك لزيادة مساعداتها العسكرية والاستخبارية واللوجستية لـ«الجيش السوري الحر». ونقل أنّ بترايوس سيلتقي مع قيادات «الحرّ» في أنطاكيا. يذكر أن بترايوس من أهم الشخصيات العسكرية الأميركية المعروفة في تركيا، حيث تولى عملية اختطاف 11 من الجنود الأتراك الموجودين في السليمانية، شمال العراق في 4 تموز 2003 كردّ فعل على رفض البرلمان التركي نشر القوات الأميركة في تركيا إبّان الحرب على العراق. وكان بترايوس آنذاك قائد المنطقة الشمالية للقوات الأميركية في العراق. وكانت المعلومات الصحافية قد تحدثت خلال الأيام الماضية عن تنسيق تركي _ أميركي واسع لدعم مسلحي «الجيش السوري الحر» بأحدث الأسلحة المتطورة للتصدي لهجمات الجيش السوري في ضواحي حلب، وهو ما يفسّر إسقاط بعض الطائرات السورية المقاتلة والمروحيات. كما وافقت وزارة الخارجية لأعضاء البرلمان التركي على دخول المخيمات التابعة للجيش الحر، غداً الثلاثاء، بعد نقاش واسع استهدف هذه المخيمات، التي رفضت السلطات دخول نوّاب من حزب الشعب الجمهوري إليها الأسبوع الماضي، بينما رفض أعضاء البرلمان زيارة المخيم بحجّة أن السلطات الحكومية قد اتخذت كل التدابير المسبقة لإخفاء كل المعالم العسكرية في المخيمات، التي يتمّ فيها تدريب عناصر «الجيش الحر». وكانت المعلومات الصحافية قد تحدثت مؤخراً عن زيارات سرية لمسؤولين عسكريين قطريين وسعوديين لهذه المخيمات للقاء قيادات الجيش الحر والمجلس الوطني السوري بهدف الاتفاق معها على تصعيد العمل المسلح خلال المرحلة المقبلة، مع وعود بمساعدات أكبر وأوسع مادياً وعسكرياً وسياسياً.