أقدم متطرفون مجهولون على إحراق باب دير في منطقة اللطرون غرب القدس المحتلة صباح أمس، وكتبوا شعارات معادية للمسيحية على الجدران، ما استدعى تنديداً واسعاً بهذه الجريمة «التي تشجع على الحقد والكراهية». وقال المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية، ميكي روزنفلد، إن «باب الدير الخشبي أحرق تماماً ليل الاثنين الثلاثاء، وكتبت شعارات معادية للمسيحيين على الجدران». والى جانب شتائم ليسوع المسيح، بينها «يسوع قرد»، كُتب اسم «رمات ميغرون»، وهي بؤرة استيطانية عشوائية أُخليت الاسبوع الماضي على يد الجيش الاسرائيلي بأمر من المحكمة العليا، إضافة الى أسماء بؤر استيطانية أخرى يتوقع إخلاؤها مثل «ماعوز إستير»، وشعار «جباية الثمن» الذي يدل على اعتداءات المستوطنين.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها «فتحت تحقيقاً في الاعتداء»، وأن التقديرات تشير إلى أن هذا «رد فعل أوّلي على إخلاء بؤرة «ميغرون» الاستيطانية العشوائية».
وقال ناشط اليمين المتطرف، باروخ مارزل، «قلنا إن إخلاء «ميغرون» قد يشعل النيران والغضب من جانب جمهور كامل يشعر بالأسى، وآمل أن تمتنع الحكومة والمحكمة العليا في المستقبل عن القيام بخطوات ستزيد الاحتقان بين الشعب وتقود إلى جباية الثمن».
وندد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، «بهذا العمل الإجرامي» مشدّداً على وجوب معاقبة المسؤولين عنه. وقال إن «حرية الديانة وحرية العبادة هما من الحريات الأكثر أساسية في إسرائيل»، فيما دعا وزير الدفاع إيهود باراك إلى محاربة هذه الظاهرة «بيد من حديد، لأنها تشوّه سمعة دولة إسرائيل».
في المقابل، طالب الأساقفة الكاثوليك في الاراضي المقدسة السلطات الاسرائيلية «بالتحرك لإنهاء هذا العنف الأحمق وضمان تعليم الاحترام في المدارس (الاسرائيلية)». وتساءل الأساقفة «ما الذي حدث الآن في المجتمع الاسرائيلي الذي جعل المسيحيين كبش فداء، وأصبحوا هدفاً لأعمال عنف مشابهة؟ ما نوع تدريس الاحتقار ضد المسيحيين في المدارس؟ لماذا لا يُعتقل الجناة أبداً أو يقدمون إلى العدالة؟».
كذلك نددت الرئاسة الفلسطينية بالاعتداء، ورأت أن «ما جرى عمل إجرامي وخطير، يخلق أجواءً من الكراهية والحقد»، محمّلة «الحكومة الاسرائيلية (مسؤولية) استمرار اعتداءات المستوطنين ضد شعبنا وممتلكاته ومقدساته». ودعت الحكومة الفلسطينية الحكومة الاسرائيلية الى «التحرك لتقديم المسؤولين عن حريق دير اللطرون إلى العدالة». وأشارت الى أن «العديد من المساجد هوجمت في الأشهر الأخيرة، لكن لم يتم القيام بأي شيء». ولفتت الى أن «السياسة المتطرفة للحكومة الاسرائيلية، التي تمتاز بالتعصب، تشجع جرائم الكراهية التي يقوم بها المستوطنون». كذلك دانت فرنسا «بشدة هذا العمل التخريبي الذي يستهدف دار عبادة وسلام».
(يو بي آي، أ ف ب)