يسعى مسؤولو «الجيش السوري الحر» الى إعادة هيكلة تجمّع العسكريين المنشقين، بهدف تجاوز الخلافات الداخلية، ومواجهة تزايد إعداد الجماعات التي تعمل باسمه، لكن بشكل مستقل. وقال قائد «المجلس العسكري الثوري الاعلى» في «الجيش الحر»، العميد الركن مصطفى الشيخ، إنّ هذا التجمع من المقاتلين المناهضين للنظام سيحمل اسماً جديداً هو «الجيش الوطني السوري». وذكر أنّ تسمية اللواء الركن محمد حسين الحاج علي، الذي يحمل أعلى رتبة في الجيش الحر، في منصب «القائد العام للمؤسسة» ستعلن «إن شاء الله خلال عشرة أيام الى جانب التسميات كلها». وأضاف أنّه «بعد هذه الفترة الزمنية الطويلة اقتضى إعادة هيكلة الجيش»، الذي تأسس في شهر تموز عام 2011، «وتنظيمه خوفاً من انتشار الميليشيات في سوريا، وخوفاً على مستقبل سوريا». وأوضح الشيخ أنّ «العديد من المجموعات تقول إنها جيش حر، لكن تعمل على حسابها»، مشيراً الى أنّ اعادة الهيكلة «نقلة نوعية»، في ظل تردّد المجتمع الدولي في «تزويدنا بأسلحة نوعية بحجة أنّه لا وجود لمؤسسة».
ويضمّ «الجيش السوري الحر» حالياً عدة آلاف من المقاتلين، بينهم منشقون ومدنيون مسلحون، الى جانب «ثلاثة آلاف ضابط منشق برتب متنوعة بينهم 17 لواء وجنرال»، وفقاً للشيخ. ورأى الشيخ أنّ إعادة تنظيم هذا الجيش وتوحيد صفوفه هدفه «ضمانة عدم انزلاق البلاد باتجاه الحرب الأهلية أو الطائفية» بعد سقوط النظام الحالي.
في سياق آخر، قال مقاتلون معارضون إنهم أسقطوا مقاتلة حربية في ادلب، بنيران مدافع آلية كثيفة وهي تقلع من قاعدة أبو الظهور الجوية. وأشار أبو مجد، وهو متحدث من كتيبة أحرار الشام، «أسقطوها بينما كانت تقلع من المطار مستخدمين مدافع آلية مضادة للطائرات عيار 14.5 ملليمتر». وأضاف: «كتيبة أحرار الشام وكتيبة شهداء سوريا حاصرتا المطار»، مضيفاً: «نتيجة وجود صعوبات في الاتصالات لست متأكداً ما هو الوضع في هذه اللحظة».
في موازاة ذلك، قتل 19 شخصاً، بينهم سبعة أطفال، في قصف ليلي شنّته القوات النظامية على أحياء تسيطر عليها المعارضة المسلحة في مدينة حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد، في بيان، إنّ «تسعة شهداء سقطوا بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء جراء القصف على أحياء المرجة وهنانو وبعيدين، ووردت انباء عن استشهاد عشرة مواطنين جراء القصف على حيّ بستان الباشا بمدينة حلب». وأضاف أن القصف أدى، أيضاً، الى «سقوط عدد كبير من الجرحى بعضهم بحالة خطرة». وفي دير الزور، أعلن المرصد أنّ «اشتباكات عنيفة تدور منذ صباح أمس داخل مطار الحمدان العسكري بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة، الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من المطار». وأضاف أنّه في دير الزور، أيضاً، «دارت اشتباكات في محيط مفرزة الأمن العسكري وحاجز الجسر، وأدت الاشتباكات بحسب المعلومات الاولية إلى استشهاد ما لا يقل عن ستة من مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة، وسقط قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية». وفي ريف دمشق «تتعرض بلدة يلدا لقصف عنيف من القوات النظامية السورية، التي تستهدف أيضاً مناطق مجاورة للبلدة». و«تعرضت عدة بلدات في ريف دمشق الجنوبي للقصف، الذي طاول أيضاً حيّ التضامن، الذي شهد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة».
وأوضح المرصد أنّ حصيلة أعمال العنف في سوريا، أمس، ارتفعت الى 116 قتيلاً، هم 85 مدنياً و12 مقاتلاً معارضاً و28 جنديا نظامياً، يضاف اليهم أكثر من 50 جثة مجهولة الهوية عثر عليها في مناطق عدة، أمس، ولم يتمكن المرصد من تحديد ظروف مقتل اصحابها.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)